الموضوع: مهارة التعقيب والتعليق على رأي للثالثة إعدادي
أنشطة التطبيق:
نص الموضوع:
اكتب تعليقا على رأي اتهم حضارتنا بالانغلاق، وتبين من خلاله أن الحضارة العربية الإسلامية ساهمت في تقدم الأمم، وتفاعلت معها.
نموذج للاستئناس:
في كل عصر، لا تخلو الحضارات من انتقادات
ومزاعم قد تُلقى عليها دون سند أو دليل. ومن بين ما يردده البعض، تلك الاتهامات
التي تطال حضارتنا الإسلامية بوصفها منغلقة، منقطعة عن العالم، رافضة أي تفاعل مع
غيرها من الحضارات. ومثل هذا الرأي يستدعي الوقوف عنده ومساءلته: هل يحمل شيئًا من
الحقيقة أم أنه مجرد أوهام تنطلق من الجهل؟
وأنا – بوصفي
منتم لهذه الحضارة التي أعتز وأفتخر بالانتماء إليها – أستغرب كيف يطلق هؤلاء مثل
هذا الاتهام الباطل والادعاء الكاذب الذي لا أساس له من الصحة. فالحضارة الإسلامية لم تكن يومًا منغلقة، بل
قامت على مبادئ الانفتاح والحوار. حيث أنها لم تقتصر على تبني العلوم والمعارف من
الشعوب الأخرى فحسب، بل أضافت إليها وطوّرتها، ثم أعادت تصديرها للعالم في أبهى
صورها. ولعل أعظم شاهد على ذلك، الدور الذي لعبه علماء المسلمين في مختلف
المجالات، من الطب والفلك إلى الرياضيات والفلسفة.
مجسدين في ذلك تعاليم الإسلام الذي يدعو إلى الانفتاح والتواصل مع الآخر، مصداقا
لقوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾. وعليه، فالذين يتهمون الحضارة الإسلامية بهذا الوصف يجهلون أو يتجاهلون حقيقة أن
الحضارات الغربية مدينة، في جزء كبير من تقدمها، لِما أخذته عن المسلمين. فقد
اعتمد الأوروبيون على ما خلفته الحضارة الإسلامية من علوم ومعارف، كانت أساسًا
لنهضتهم.
وعلى ضوء ما
سبق، أقول لكل من يتهم الحضارة الإسلامية بالانغلاق: تريثوا قبل إصدار الأحكام، واطلعوا على الحقائق كما هي.
لأن حضارتنا كانت ولا تزال منارة انفتاح وازدهار، تمد يدها بالخير والمعرفة لكل من
يسعى إلى النهوض بالإنسانية.