نص حوار عجيب (الثالثة إعدادي)
المجال: القيم الوطنية الإنسانية
المكون: القراءة
الموضوع: حوار عجيب
الكتاب المدرسي: المختار في اللغة العربية
نص الانطلاق:
أولا: تأطير النص وملاحظته
1. تأطير النص:
أ. صاحب النص:
زينب عبد السلام عبد الهادي حبش، وُلدت عام 1943م في قرية بيت دجن قرب يافا، فلسطين. أتمّت التعليم الابتدائي وانتقلت للدراسة في المدرسة العائشية، وأنهت المرحلة الثانوية في نابلس. ثم التحقت بجامعة دمشق عام 1961م لدراسة اللغة الإنجليزية، وتخرجت عام 1965م بحصولها على ليسانس في اللغة الإنجليزية وآدابها. كانت من أوائل النساء الفلسطينيات اللواتي تم اعتقالهن بعد بداية الاحتلال في أواخر 1967 وبداية 1968. عضو في اتحاد الكتّاب والأدباء الفلسطينيين، وجمعية أصدقاء المريض في رام الله، والهيئة الإدارية لمؤسسة شمل، وجمعية إنعاش الأسرة في البيرة.
أبرز مؤلفاتها:
- "قولي للرمل"
- "الجرح الفلسطيني وبراعم الدم"
- "لا تقولي مات يا أمي"
- "حفروا مذكراتي على جسدي"
- "لأنه وطني"
أشعار متنوعة مثل "على جدران زنزانة"، "قالت لي الزنبقة"، و"لماذا يعشق الأولاد البرقوق".
ب. نوع النص ومصدره:
نص "حوار عجيب" نص حواريّ (مسرحية)، ذو بعد إنساني. مقتطف من: هذا العالم المجنون (تمثيليات). ص 25 - 30 (بتصرف).
ج. مجال النص:
يندرج نص حوار عجيب ضمن مجال القيم الوطنية الإنسانية.
2. ملاحظة النص:
أ. قراءة في العنوان:
+تركيبيا: عنوان النص مركّب وصفيّ: حوار (موصوف) عجيب (صفة).
+دلاليا: يدل على طبيعة وصفة الحوار الوارد في النص؛ فهو موسوم بالغرائبية والعجائبية، وهذا يخلق حافزا لقراءة النص بغرض اكتشاف سر هذه العجائبية.
ب. قراءة في الصورة:
صورة فوتوغرافية، تجسّد بعض الاعتداءات الإسرائيلية على أهل فلسطين.
ج. بداية النص ونهايته:
+بداية النص: فيها مؤشرات دالة على نوعية النص(المكان، الزمان، الشخصيات، الراوي،، الحوار)، وكلها تدل على أن النص مسرحية.
+نهاية النص: تنسجم مع العنوان؛ لأنها تتضمن حوارا داخليا يثير الاستغراب والتعجب(كيف للأب أن يفكر في قتل ابنه؟).
د. فرضية القراءة:
انطلاقًا من العنوان وبداية النص ونهايته، يمكن افتراض أن النص عبارة عن حوار يتناول قضية احتلال فلسطين والاعتداء على أهلها.
ثانيا: فهم نص حوار عجيب
1. الإيضاح اللغوي:
2. الحدث العام:
حوار حاييم الجندي الإسرائيلي مع ابنه موشي حول قتله الطفل الفلسطيني، جعل موشي يضع أباه أمام الأمر الواقع: احتلال إسرائيل لفلسطين وقتلهم الأطفال.
3. الأحداث الجزئية:
- اقتياد السلطان محمد الخامس رفقة ولديه إلى وجهة مجهولة في ظروف سيئة.
- وصولهم إلى جزيرة كورسيكا، ومكوثهم بدار الوالي محاصرين.
- تلقيهم معاملة إنسانية من طرف المندوب السامي والعقيد تويا في مدشقر.
- اهتمام الملك بأخبار بلاده من منفاه رغم بعده عنه.
ثالثا: تحليل نص حوار عجيب
1. الحقول الدلالية:
حقل الوحشية والقسوة | حقل الاستنكار والتعاطف |
لقد أطلقت النار على المتظاهرين. أصبت طفلا في مثل عمر موشي. أعرف أن الطفل قد مات. هذا ما يجعلني أشعر بالسعادة. أصوب بندقيتي إلى قلبه. مات وأرحتك من شره. رأيت الجنود يطاردونهم ليقذفوهم بالقنابل وليطلقوا عليهم الرصاص. تقتل الأطفال الصغار. كان الأجدر بي أن أصوب رصاص بندقيتي إلى رأس ابني بدلا من قلب علي … | إذا كان يكرههم فهو إذا يكرهني. أنا طفل مثلهم. هم لا يحملون سوى الحجارة الصغيرة. هل تخاف من الأطفال يا أبي؟. أنت قاس يا أبي. لمذا لا تتركهم يلعبون ويضحكون؟ … |
التعليق على الجدول: معجم حقل الوحشية والقسوة مرتبط بحاييم وأسرته، أما حقل الاستنكار والتعاطف مرتبط بالابن موشي.
2. الخطاطة السردية:
3. الشخصيات وأوصافها:
حاييم وأسرته: يمثلون الشخصية الإسرائيلية المحتلة لأرض فلسطين والعاجزة عن تبرير اعتداءاتها وكراهيتها للفلسطينيين.
موشي: يمثل الضمير الإنساني الحي الباحث عن سبب قتل الأطفال والمستنكر لذلك.
علي: يمثل القضية الفلسطينية والإنسان الفلسطيني المستعد للتضحية بنفسه من أجل وطنه.
4. البنية الزمكانية في النص المسرحي
أ. الزمــــان :
- خاص: الإجازة الأسبوعية.
- عــــام: زمن الاحتلال.
ب. المكــــان:
- خاص: رام الله – تل أفيف.
- عــــام: فلسطين – إسرائيل.
5. أنماط الحكي:
الحوار: هو النمط المهيمن في النص بحكم طبيعته المسرحية.
السرد: يتخلل الحوار، ومن أمثله: ها هو حاييم يعود إلى بيته …، يقبّل حاييم أمه وزوجته …
الوصف: هو عنصر مواز للسرد، ومن أمثلته: فرح غامر، مفاخرا، مذعورا، مبتسما…
6. السارد والرؤية السردية:
السارد: غير مشارك في الأحداث، يعتمد ضمير الغائب.
الرؤية السردية: رؤية من فوق؛ فالسارد يعرف خبايا وأسرار شخصياته، ويلمُّ بالتفاصيل والجزئيات.
7. مقصدية النص:
تسعى الكاتبة إلى إبراز معاناة الشعب الفلسطيني وخاصة الأطفال، ودور الضمائر الإنسانية الحية في التعاطف مع الفلسطينيين ومساندتهم في محنتهم.
8. قيم النص:
قيمة الإنسانية: يتضمن نص (حوار عجيب) قيما إنسانية تتمثل في:
- نبذ العنف والعنصرية
- التسامح والتعايش
- التعاطف المتمثل في تعاطف موشي مع الطفل الفلسطيني.
رابعا: تركيب
تأسيسا على ما سبق يتضح لنا أن نص حوار عجيب عبارة عن مسرحية ترصد جانبا من الانتهاكات الجسيمة التي تقترفها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني من خلال قتل الأطفال الأبرياء ، كما يرصد جانبا من الكفاح الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي من خلال المظاهرات التي كلف الجندي حاييم بالتصدي لها. وفي غمرة هذا الصراع لا يملك الضمير الإنساني الحي إلا أن يستيقظ ليستنكر هذه الإعتداءات والانتهاكات ، ولكنه استيقاظ غير ذي جدوى وغير مؤثر ، فهو عاجز عن وقف الانتهاكات التي تقترفها إسرائيل تماما كما عجز موشي عن منع أبيه من قتل الأطفال الفلسطينيين.