📁 اخر المقالات

حوار عجيب: تحضير نص حوار عجيب (الثالثة إعدادي)

 

نص حوار عجيب (الثالثة إعدادي)

المجال: القيم الوطنية الإنسانية
المكون: القراءة
الموضوع: حوار عجيب
الكتاب المدرسي: المختار في اللغة العربية

نص الانطلاق:

حوار عجيب

الراوي (ها هو حاييم الجندي الإسرائيلي يعود إلى بيته في ضاحية تل أفيف، الأسرة في انتظاره كما هي العادة في كل إجازة أسبوعية، يستقبله الجميع بفرح غامر لعودته سالما من رام الله، بلد المظاهرات وقذف الحجارة، يقبل حاييم أمه وزوجته، وابنه الصغير موشي ثم يقول لأمه مفاخرا وهو يحتضن موشي الصغير، حاييم: أتعرفين ماذا فعلت اليوم يا أمي؟ لقد أطلقت النار على المتظاهرين، أصبت طفلا في مثل عمر موشي كان يمسك بيد أبيه ويسير في المظاهرة، أعرف أن الطفل قد مات …، وهذا ما يجعلني أشعر بالسعادة، تصورت وأنا أصوّب بندقيتي إلى قلبه أنني أدافع بذلك عن ابني موشي.
موشي يقفز من حضن أبيه مذعورا: مات؟!
الأب (مبتسما): نعم، مات وأرحتك من شره.
موشي: وهل الطفل شرّ يا أبى؟
الجدة: نعم يا عزيزي!
موشي: ولماذا يا جدتي؟
الجدة: لأنهم معاندون …، ولا ينظفون أنفسهم.
موشي: ألا ينظفون أيديهم ووجوهم بالماء والصابون؟
حاييم (ضاحكا): ليس المهم أن ينظفوا أجسامهم المهم أن قلوبهم فيها كراهية، فهم يكرهوننا.
موشي: لماذا يكرهوننا يا أبي؟
حاييم: لأنهم لا يريدون أن ننعم بالراحة، وأن يعترفوا بنا.
موشي (متعجبا): وهل كل من يقذف بالحجارة يعتبر شريرا؟
(تدخل الزوجة وهي تحمل كأساً من الشراب لتقدمه لزوجها المنتصر، وحين تسمع عبارة ابنها الصغير تغرق في الضحك).
الزوجة: كن حذراً يا حاييم وأنت تتكلم مع موشي …، إنه يناقش الأمور بطريقة غريبة، تصور أنه ينصب لي محضراً حين أحدثه عنك وعن عملك في الأراضي المحررة، إنه يتعبني ويتعب جدته، فهو يسألنا، مثلا: هل أبى يكره الأطفال؟ ولماذا إذاً يطاردهم بالبندقية والهراوة كما يفعل باقي الجنود الذين رأيتهم على شاشة التلفاز؟؟؟ إذا كان يكرههم فهو إذا يكرهني، فأنا طفل مثلهم، إلى غير ذلك من التساؤلات التي لا تنتهي.
(امتقع لون حاييم، يمسك بيد موشي كمن يريد أن يؤكد له أن كل ما يفعله صحيح): اسمع يا موشي، هل رأيت الأطفال حقاً على شاشة التلفاز؟؟‍‍‍‍‍‍
موشي: نعم يا أبي رأيتهم، ورأيت الجنود يطاردونهم ليقذفوهم بالقنابل، وليطلقوا عليهم الرصاص.
حاييم: وهل شاهدت الأطفال يقذفون الجنود بالحجارة؟
موشي: نعم، ولكن كيف يقبل الجنود أن يتشاجروا مع الأطفال؟ أنتم تحملون السلاح وهم لا يحملون شيئا سوى الحجارة الصغيرة، ولماذا تتشاجرون مع أطفال المدارس؟أفضل الدورات التعليمية على الإنترنت
حاييم: لأنهم لا يريدون أن يعترفوا بنا، ولا يريدون أن ننعم بالراحة.
موشي: ولماذا تريدونهم أن يعترفوا بذلك؟
حاييم: لتصبح جميع الأراضي التي احتلها جيشنا أرض إسرائيل.
موشي: أليست هي إذاً أرض إسرائيل؟
حاييم: إنها فعلا أرض إسرائيل.
موشي: وما حاجتنا إذاً لاعتراف الأطفال بذلك؟
حاييم: حتى لا يحاربونا بالحجارة.
موشي: هل تخاف من الأطفال يا أبي؟
حاييم: لا، ولماذا أخاف منهم؟
موشي: إذا كنت لا تخاف منهم فلماذا تفكر بهم كثيرا؟
حاييم: من قال لك إنني أفكر بهم؟
موشي: سمعتك تقول لأمي أن أكثر ما يخيفك الأطفال الفلسطينيون.
حاييم (منزعجا): متى سمعت ذلك؟
موشي: في إجازتك الماضية أي قبل أن تقتل الطفل الذي حدثتنا عنه اليوم.
الأب (ممتعضا): هذا الطفل يترصد أقوالي!
موشي: أبي، هل أقول لك شيئا قد يغضبك؟
حاييم: ما هو؟
موشي: أنت قاس يا أبي، لأنك تقتل الأطفال الصغار. لماذا لا تتركهم يلعبون ويضحكون؟!!
حاييم (صارخاً): راحيل !!! هل هذا الولد ابني ؟!
راحيل (باسمة): إنك لم تسمع شيئا يا حاييم، ألم أقل لك إنه يتعبني ويتعب جدته بتساؤلاته التي لا تنتهي؟!
حاييم (مفكرا): كان الأجدر بي أن أصوّب رصاص بندقيتي إلى رأس ابني موشي بدلا من قلب علي، لأكون بذلك جديراً بلقب الجندي البطل.

زينب حبش، هذا العالم المجنون (تمثيليات) دار الكاتب، القدس 1995، ص: 25 – 30 (بتصرف)

أولا: تأطير النص وملاحظته

1. تأطير النص:

أ. صاحب النص:

زينب عبد السلام عبد الهادي حبش، وُلدت عام 1943م في قرية بيت دجن قرب يافا، فلسطين. أتمّت  التعليم الابتدائي وانتقلت للدراسة في المدرسة العائشية، وأنهت المرحلة الثانوية في نابلس. ثم التحقت بجامعة دمشق عام 1961م لدراسة اللغة الإنجليزية، وتخرجت عام 1965م بحصولها على ليسانس في اللغة الإنجليزية وآدابها. كانت من أوائل النساء الفلسطينيات اللواتي تم اعتقالهن بعد بداية الاحتلال في أواخر 1967 وبداية 1968. عضو في اتحاد الكتّاب والأدباء الفلسطينيين، وجمعية أصدقاء المريض في رام الله، والهيئة الإدارية لمؤسسة شمل، وجمعية إنعاش الأسرة في البيرة.

أبرز مؤلفاتها:

- "قولي للرمل"

- "الجرح الفلسطيني وبراعم الدم"

- "لا تقولي مات يا أمي"

- "حفروا مذكراتي على جسدي"

- "لأنه وطني"

أشعار متنوعة مثل "على جدران زنزانة"، "قالت لي الزنبقة"، و"لماذا يعشق الأولاد البرقوق".

ب. نوع النص ومصدره:

نص "حوار عجيب" نص حواريّ (مسرحية)، ذو بعد إنساني. مقتطف من: هذا العالم المجنون (تمثيليات).  ص 25 - 30 (بتصرف).

ج. مجال النص:

يندرج نص حوار عجيب ضمن مجال القيم الوطنية الإنسانية.

2. ملاحظة النص:

أ. قراءة في العنوان:

+تركيبيا: عنوان النص مركّب وصفيّ: حوار (موصوف) عجيب (صفة).

+دلاليا: يدل على طبيعة وصفة الحوار الوارد في النص؛ فهو موسوم بالغرائبية والعجائبية، وهذا يخلق حافزا لقراءة النص بغرض اكتشاف سر هذه العجائبية.

ب. قراءة في الصورة:

صورة فوتوغرافية، تجسّد بعض الاعتداءات الإسرائيلية على أهل فلسطين.

ج. بداية النص ونهايته:

+بداية النص: فيها مؤشرات دالة على نوعية النص(المكان، الزمان، الشخصيات، الراوي،، الحوار)، وكلها تدل على أن النص مسرحية.

+نهاية النص: تنسجم مع العنوان؛ لأنها تتضمن حوارا داخليا يثير الاستغراب والتعجب(كيف للأب أن يفكر في قتل ابنه؟).

د. فرضية القراءة:

انطلاقًا من العنوان وبداية النص ونهايته، يمكن افتراض أن النص عبارة عن حوار يتناول قضية احتلال فلسطين والاعتداء على أهلها.

ثانيا: فهم نص حوار عجيب

1. الإيضاح اللغوي:

فرح غامر: فرح كبير
مذعورا: خائفا، فزعا
امتقع: تغير لونه وصار شاحبا
ممتعضا: متذمرا ومنزعجا

2. الحدث العام:

حوار حاييم الجندي الإسرائيلي مع ابنه موشي حول قتله الطفل الفلسطيني، جعل موشي يضع أباه أمام الأمر الواقع: احتلال إسرائيل لفلسطين وقتلهم الأطفال.

3. الأحداث الجزئية:

  • اقتياد السلطان محمد الخامس رفقة ولديه إلى وجهة مجهولة في ظروف سيئة.
  • وصولهم إلى جزيرة كورسيكا، ومكوثهم بدار الوالي محاصرين.
  • تلقيهم معاملة إنسانية من طرف المندوب السامي والعقيد تويا في مدشقر.
  • اهتمام الملك بأخبار بلاده من منفاه رغم بعده عنه.

ثالثا: تحليل نص حوار عجيب

1. الحقول الدلالية:

حقل الوحشية والقسوة

حقل الاستنكار والتعاطف

لقد أطلقت النار على المتظاهرين.

أصبت طفلا في مثل عمر موشي.

أعرف أن الطفل قد مات.

هذا ما يجعلني أشعر بالسعادة.

أصوب بندقيتي إلى قلبه.

مات وأرحتك من شره.

رأيت الجنود يطاردونهم ليقذفوهم بالقنابل وليطلقوا عليهم  الرصاص.

تقتل الأطفال الصغار.

كان الأجدر بي أن أصوب رصاص بندقيتي  إلى رأس ابني بدلا من قلب علي …


إذا كان يكرههم فهو إذا يكرهني.

أنا طفل مثلهم.

هم لا يحملون سوى الحجارة الصغيرة.

هل تخاف من الأطفال يا أبي؟.

أنت قاس يا أبي.

لمذا لا تتركهم يلعبون ويضحكون؟ …


التعليق على الجدول: معجم حقل  الوحشية والقسوة مرتبط بحاييم وأسرته، أما حقل الاستنكار والتعاطف مرتبط بالابن موشي.

2. الخطاطة السردية:

وضعية البداية: سعادة الأسرة بعودة حاييم من رام الله بعد أن قضى هناك أسبوعا في محاربة الفلسطينيين.
وضعية الوسط: وتتضمن:
الحدث المحرك: تباهي حاييم وافتخاره بقتل طفل فلسطيني.
العقدة: إصرار موشي على معرفة حقيقة ما يفعله والده بالأطفال الفلسطينيين.
الحل: محاولة الأسرة تبرير قتل الأطفال الفلسطينيين لإقناع موشي لكن دون جدوى.
وضعية النهاية: تفكير الأب حاييم في قتل ابنه موشي بعد عجز الكل عن إقناعه.

3. الشخصيات وأوصافها:

حاييم وأسرته: يمثلون الشخصية الإسرائيلية المحتلة لأرض فلسطين والعاجزة عن تبرير اعتداءاتها وكراهيتها للفلسطينيين.

موشي: يمثل الضمير الإنساني الحي الباحث عن سبب قتل الأطفال والمستنكر لذلك.

علي: يمثل القضية الفلسطينية والإنسان الفلسطيني المستعد للتضحية بنفسه من أجل وطنه.

4. البنية الزمكانية في النص المسرحي

أ. الزمــــان :

  • خاص: الإجازة الأسبوعية.
  • عــــام: زمن الاحتلال.

ب. المكــــان:

  • خاص: رام الله – تل أفيف.
  • عــــام: فلسطين – إسرائيل.

5. أنماط الحكي:

الحوار: هو النمط المهيمن في النص بحكم طبيعته المسرحية.

السرد: يتخلل الحوار، ومن أمثله: ها هو حاييم يعود إلى بيته …، يقبّل حاييم أمه وزوجته …

الوصف: هو عنصر مواز للسرد، ومن أمثلته: فرح غامر، مفاخرا، مذعورا، مبتسما…

6. السارد والرؤية السردية:

السارد: غير مشارك في الأحداث، يعتمد ضمير الغائب.

الرؤية السردية: رؤية من فوق؛ فالسارد يعرف خبايا وأسرار شخصياته، ويلمُّ بالتفاصيل والجزئيات.

7. مقصدية النص:

تسعى الكاتبة إلى إبراز معاناة الشعب الفلسطيني وخاصة الأطفال، ودور الضمائر الإنسانية الحية في التعاطف مع الفلسطينيين ومساندتهم في محنتهم.

8. قيم النص:

قيمة الإنسانية: يتضمن نص (حوار عجيب) قيما إنسانية تتمثل في:

  • نبذ العنف والعنصرية
  • التسامح والتعايش
  • التعاطف المتمثل في تعاطف موشي مع الطفل الفلسطيني.

رابعا: تركيب

تأسيسا على ما سبق يتضح لنا أن نص حوار عجيب عبارة عن مسرحية ترصد جانبا من الانتهاكات الجسيمة التي تقترفها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني من خلال قتل الأطفال الأبرياء ، كما يرصد جانبا من الكفاح الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي من خلال المظاهرات التي كلف الجندي حاييم بالتصدي لها. وفي غمرة هذا الصراع لا يملك الضمير الإنساني الحي إلا أن يستيقظ ليستنكر هذه الإعتداءات والانتهاكات ، ولكنه استيقاظ غير ذي جدوى  وغير مؤثر ، فهو عاجز عن وقف الانتهاكات التي تقترفها إسرائيل تماما كما عجز موشي عن منع أبيه من قتل الأطفال الفلسطينيين.

Mohamed Ben Chaayab
Mohamed Ben Chaayab
تعليقات