تحضير نص الثمن غال لكن الحرية أغلى (الثالثة إعدادي)

نص الثمن غال لكن الحرية أغلى (الثالثة إعدادي)

المجال: القيم الإسلامية
المكون: القراءة
الموضوع: الثمن غال لكن الحرية أغلى
الكتاب المدرسي: الأساسي في اللغة العربية

نص الانطلاق:

الثمن غال لكن الحرية أغلى

إن الخسائر البشرية الَّتِي تكبدها الفلسطينيون فِي العام الماضي كَانَت كبيرة إِذْ استشهد أكثر من 25 فلسطينيا فِي الخمسة عشر شهرا الماضية، كَمَا وصل عدد الجرحى إِلَى مَا يقارب 25 ألفا. أي حوالي واحد بالمائة مِنْ عَدَدِ السكان الفلسطينيين فِي الضفة الغربية وقطاع غزة، وَهُوَ مَا يساوي تسعة أضعاف عدد اللَّذِينَ قتلوا فِي الاعتداءات الَّتِي وقعت فِي الولايات المتحدة. بالمقارنة بَيْنَ حجم السكان فِي كلا البلدين

ويبدو أن نظرة متفحصة لِهَذِهِ الأرقام تمنح الرأي القائل بِأَنَّ حكومة إسرائيل متورطة فِي عملية تطهير عرقي مصداقية كبرى، ولعل الأرقام هِيَ أكبر دليل: فأكثر من 58 بالمائة من الفلسطينيين اللَّذِينَ استشهدوا مُنْذُ بدء الانتفاضة لَمْ يكونوا مشتركين فِي أي اشتباكات. وَقَد ارتفعت هَذِهِ النسبة إِلَى 90 بالمائة فِي الشهر الرابع. واستمر المعدل فِي الارتفاع إِلَى مَا فوت 60 بالمائة, مِمَّا يَعْنِي أن الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين قتلوا. بَيْنَمَا كانوا يمارسون حياتهم اليومية فِي البيت, أَوْ العمل، أَوْ المدرسة. أَوْ وهم يقودون سياراته.

 كَمَا تشير الإحصاءات. إِلَى أَنَّ الحكومة الإسرائيلية تجمع مَا بَيْنَ عدة وسائل لإنزال أقصى أثر مميت عَلَى الفلسطينيين، وَهُوَ مَا يمكن رصده مِنْ خِلَالِ نمط الإصابات الَّتِي يعاني مِنْهَا الفلسطينيون. وَالَّتِي ستقود بالضرورة إِلَى الخروج باستنتاجات خطيرة. تشير إِلَى أَنَّ 99.4 بالمائة من الفلسطينيين اللَّذِينَ قتلوا بذخيرة حية، أصيبوا فِي القسم العلوي من الجسم. فِي حين أصيب 0.6 بالمائة المتبقين فِي القسم السفلي، مِمَّا يؤكد أن الجيش الإسرائيلي يطبق سياسة التصويب بهدف القتل. فإطلاق النار عَلَى القسم العلوي من أجساد مواطنين يمارسون حياتهم الطبيعية لَا يشكل مبررا معقولا (للدفاع عَنْ النفس).

ومما يلفت الانتباه أيضًا. أن 29.9 بالمائة من الإصابات تركزت فِي القسم السفلي من الجسم. أي أن أكثر من ثلثي المصابين الفلسطينيين أصيبوا فِي القسم العلوي، مِمَّا يشير عَلَى الأغلب إِلَى الرغبة فِي إحداث إعاقات.

إن هَذِهِ الإحصاءات الَّتِي تتحدث عَنْ نفسها، هِيَ أقوى بكثير من الكلمات الجوفاء الَّتِي تطلقها الحكومة الإسرائيلية بأنها تمارس سياسة الدفاع عَنْ النفس، وتمثل صورة جلية للسياسة الإسرائيلية الهادفة إِلَى القضاء عَلَى الإنسان الفلسطيني كحلقة مكملة لسياسة هدم البيوت وتجريف الأراضي، واقتلاع الأشجار.

ومما يلفت الانتباه أن 87 بالمائة من الفلسطينيين اللَّذِينَ استشهدوا كانوا من المدنيين، كَمَا تشهد الحصيلة الشهرية للشهداء ارتفاعاً مستمرا يشمل كل فئات العمر، يشكل الأطفال فِيهِ هدفا بحد ذاته، إِذْ إن 30 بالمائة من القتلى شهريا هم دون سن 18.

هَذِهِ هِيَ بعض الآثار الملموسة لسياسة التدمير الَّتِي انتهجتها الحكومة الإسرائيلية طوال العام المنصرم، وَهِيَ النتائج الطبيعية للوسائل الَّتِي أدَّتْ إِلَى تدمير العملية السلمية وتدمير سبع سنوات من العمل والتنمية الفلسطينية، هَذَا التدمير الَّذِي شمل أيضًا مشروعات حيوية أقامها الاتحاد الأوربي و الممولون الدوليون مثل ميناء غزة.

وَإِذَا كَانَ الاحتلال قَد استطاع تدمير جزء مهم من البنية التحتية الفلسطينية، فَإِنَّهُ فشل فشلا ذريعا فِي كسر الإرادة الفلسطينية، وإضعاف روح التحدي والمقاومة، فالصعوبات والمشاق لَمْ تزد الشعب الفلسطيني إلَّا تصميما عَلَى نيل الحرية والاستقلال والخلاص من ظلم الاحتلال البغيض.

فلسطين، روح العرب الممزق كتاب العربي عدد 56-15 أبريل 2004 (بتصرف)

أولا: تأطير النص وملاحظته

1. تأطير النص:

أ. صاحب النص:

هُوَ الدكتور والأستاذ الجامعي الفلسطيني مصطفى البرغوثي، من مواليد القدس سنة 1954م.

حاصل على شهادة بكالوريوس في الطب، وعلى شهادة عليا في الفلسفة من موسكو، وشهادة الماجستير في الإدارة وبناء الأنظمة الإدارية من جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة. أسس وتولى إدارة معهد الإعلام والسياسات الصحية والتنموية منذ عام 1989.

نشر العديد من الكتب ومئات الأبحاث والمقالات في عدد كبير من الصحف والدوريات العربية والعالمية وحاضَر في أكثر من خمسين جامعة عربية وأوروبية وأميركية.

ب. نوع النص ومصدره:

نص "الثمن غال وَلَكِن الحرية أغلى" عبارة عن مقالة حجاجية ذات بعد وطني. مقتظف من العدد 56 من مجلة كتاب العربي وَالَّذِي صدر فِي 15 أبريل 2004، بعنوان: "فلسطين… روح العرب الممزق".

ج. مجال النص:

يندرج النص ضمن مجال القيم الوطنية والإنسانية.

2. ملاحظة النص:

أ. قراءة في العنوان:

+تركيبيا: يتكون العنوان من ست كلمات تكون فيما بينها مركبا إسناديا، مبتدأ "الثمن" والخبر (غال)، والناسخ الحرفي (لكن) التي تفيد الاستدراك. واسمها (الحرية)، وخبرها (أغلى).

+دلاليا: يدل العنوان على المفاضلة بين غلاء الثمن وغلاء الحرية، ويوحي بمكانة ومنزلة الحرية مقارنة مع الثمن الذي يُدفع في سبيل تحقيقها.

ب. قراءة في الصور:

الصورة الأُوْلَى: صورة فوتوغرافية تؤرخ للحظة استشهاد الطفل الفلسطيني محمد جمال الدرة، الَّذِي قتل فِي حضن والده برصاص جنود الاحتلال رغم أنهما لَمْ يكونا مشتركين فِي أي اشتباكات مَعَ الجنود، وَهِيَ صورة ستظل شاهدة عَلَى وحشية وهمجية الاحتلال الَّذِي لَا يتورع عَنْ استهداف الأطفال الأبرياء.

الصورة الثَّـانِيَة: صورة فوتوغرافية لمسيرو لشباب فلسطيني، يُطَالِبُ باسقلال وطنه، وَهِيَ صورة تدل عَلَى أن الشعب الفلسطيني لَمْ وَلَنْ يفرط فِي أرضه، وَأَن نضاله سيستمر إِلَى حِينِ تحقيق الحرية لأرض فلسطين.

ج. بداية النص ونهايته:

بداية النص: تنسجم مع العبارة الأولى من العنوان (الثمن غال) لأنها تشير إلى الثمن الذي دفعه الفلسطنيون في سبيل الحرية والمتمثل في الخسائر البشرية.

نهاية النص: تنسجم مع العبارة الأخيرة من العنوان (الحرية أغلى) فقد تكررت لفظة الحرية في آخر النص ووردت بجانبها ألفاظ تحمل نفس المعني وهي: المقاومة، الحرية، الاستقلال، الخلاص من ظلم الاحتلال البغيض.

د. التعليق عَلَى المصدر:

النص مأخوذ من كتاب بعنوان "فلسطين روح العرب الممزق" ممَّا يدل على أن القضية الفلسطينية ليست قضية تَهُمُّ الشعب الفلسطيني وحده وإنما هِيَ قضية عربية ستظل وصمة عار عَلَى جبين كل الدول العربية المتخاذلة فِي نصرة القضية.

هـ. فرضية القراءة:

بِنَاءً على المؤشرات الأولية للنص نفترض أن موضوعه سيتحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني مع وحشية الاحتلال الصهيوني، ونضاله المستميت ضد هذا الاحتلال الغاشم.

ثانيا: فهم النص الثمن غال لكن الحرية أغلى

1. الإيضاح اللغوي:

الانتفاضة: الثورة

نمط الإصابات: نوعها

جلية: واضحة

2. الحدث العام:

يبرز الكاتب الانتهكات والجرائم التي ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني الصامد رغم كل الاعتداءات.

3. الأحداث الجزئية:

  • ارتفاع الخسائر البشرية للفلسطينيين يؤكد تورط إسرائيل فِي عملية تطهير عرقي.
  • ارتفاع القتلى فِي صفوف المدنيين والأطفال يكذب ادعاء إسرائيل بالدفاع عَنْ النفس.
  • رغم نجاح إسرائيل فِي تدمير البنية التحتية الفلسطينية إلَّا أنها فشلت فِي كسر عزيمة الفلسطينيين.

ثالثا: تحليل النص الثمن غال لكن الحرية أغلى

1. العبارات الدالة عَلَى همجية ووحشية الاحتلال:

متورطة فِي عملية تطهير عرقي.

إنزال أقصى أثر مميت.

أصيبوا فِي القسم العلوي من الجسم.

التصويب بهدف القتل.

تجريف الأراضي واقتلاع الأشجار.

يشكل الأطفال هدفا بحد ذاته.

تدمير العملية السلمية.

تدمير جزء من البنية التحتية.

  • التعليق: يُلاحظ أن هذه العبارات دالة على همجية الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني الأعزل.

2. ملامح الحجاج في النص:

ينبني النص على منطق حجاجي يدحض من خلاله الكاتب فكرة ويقدم فيه فكرة بديلة، ويمكن توضيح هذا المنطق فالجدول التالي:

الأطروحة المدحوضة

عمليات البرهنة

الأطروحة البديلة

إسرائيل تمارس سياسة الدفاع عَنْ النفس.


- ارتفاع الخسائر البشرية للفلسطينيين.

- استهداف الأطفال.

- استهداف المدنيين.

- التصويب بهدف القتل.

النتيجة: فشل الاحتلال في كسر إرادة الفلسطنيين.

إسرائيل تمارس سياسة التطهير العرقي.

3. أساليب النص:

    التوكيد: إن الحقوق الإنسانية، بل إن الإسلام

     الاستفهام: أين يلتمس المسلم المعاصر...؟

     التكرار: الحقوق، الضرورات، الواجبات

     التضاد/الطباق: فردية/جماعية، حق/واجب

4. قیم النص:

يتضمن النص مجموعة من القيم:

قيمة وطنية: تتجلي في تعلق الفلسطنيين بوطنهم وتضحيتهم بأرواحهم في سبيل تحريره.

قيمة حقوقية: تتجلى في الانتهاكات الجسيمة التي تقترفها إسرائيل في حق الفلسطنيين وحرمانهم من حقهم في الحرية.

قيمة إنسانية: رسالة للمجتمع الإنساني لينظر بعين الرحمة إلى الشعب الفلسطيني.

رابعا: تركيب نص الثمن غال ولكن الحرية أغلى (الثالثة إعدادي)

حاول الكاتب مصطفى البرغوثي فِي نص "الثمن غال لكن الحرية أغلى" التعقيب عَلَى ادعاء إسرائل بأنها تدافع عَنْ نفسها، حَيْتُ قدم مجموعة من الاحصاءات ثُمَّ قَامَ بتحليلها ليثبت ان إسرائل تمارس عملية تطهير عرقي فِي حق الشعب الفلسطيني، ومؤكدا فِي نهاية النص عَلَى ان الاحتلال قَد نجح فعلا فِي تدمير العملية السلمية وجزء من البنية التحتية، ولكنه يضل عاجزا عَنْ كسر الإرادة الفلسطينية، حَيْتُ يقدم الشعب الفلسطيني إِلَى يومنا هَذَا دروسا فِي النضال، والتشبث بالحق.

Mohamed Ben Chaayab
Mohamed Ben Chaayab
تعليقات