نص المنفى (الثالثة إعدادي)
المجال: القيم الوطنية الإنسانية
المكون: القراءة
الموضوع: المنفى
الكتاب المدرسي: المختار في اللغة العربية
نص الانطلاق:
روم لاندو، محمد الخامس، ترجمة ليلى أبو زيد، شركة النشر والتوزيع المدارس، ط 2000 ص 86-90 (بتصرف)
أولا: تأطير النص وملاحظته
1. تأطير النص:
أ. صاحب النص:
هو الكاتب الإنجليزي روم لاندو، المزداد سنة 1899م ببولاندا، كان مجال اهتمامه الخاص هو المغرب، وقد ألف العديد من الأعمال حول المغرب والشرق الأوسط. قام بتدريس الدراسات الإسلامية في كلية بكاليفورنيا، وكان أيضًا فنانًا وناقدًا فنيًا. وقد أكسبته معرفته الواسعة بالقضايا العربية مكانًا في اللجنة العربية التابعة لإدارة المخابرات بوزارة الخارجية البريطانية. على الرغم من أن اهتمام لاندو الخاص كان المغرب، إلا أن مجموعته تتضمن أيضًا مواد عن الجزائر والأردن والعراق وإسرائيل وسوريا ولبنان وتركيا وفلسطين. وقد توفي سنة 1974م.
أبرز مؤلفات روم لاندو:
- دعوة إلى المغرب.
- الإسلام والعرب.
- فرنسا والعرب.
ب. نوع النص ومصدره:
نص "المنفى" نص سردي مقتطف من سيرة غيرية. مقتطف من كتاب بعنوان "محمد الخامس" وهو كتاب صادر باللغة الفرنسية وقامت ليلى أبو زيد بترجمته.
ج. مجال النص:
يندرج نص المنفى ضمن مجال القيم الوطنية الإنسانية.
2. ملاحظة النص:
أ. قراءة في العنوان:
+تركيبيا: يتكون من كلمة واحدة وهي “المنفى”، وهي اسم المكان المشتق من الفعل “نفى”.
+دلاليا: يشير إلى مكان النفي، حيث يُبعد شخص ما لسبب معيّن، وقد تكون هذه الفترة محددة أو غير محددة.
ب. قراءة في الصورة:
صورة للملك الراحل محمد الخامس الذي ساند السلطان محمد الخامس نضالات الحركة الوطنية المغربية المطالبة بتحقيق الاستقلال، مما دفع السلطات الفرنسية إلى نفيه.
ج. علاقة العنوان بالصورة:
علاقة تكامل، فالصورة تكمل الصورة إذ إن العنوان لا يكشف عن الشخصية التي تعرضت للنفي، لكن الصورة تكشف لنا عن هذه الشخصية.
+بداية النص: تحتوي على مؤشرات سردية واضحة مثل الشخصيات، الزمان، والمكان. وتشير إلى حدث نفي الملك محمد الخامس وبداية معاناته مع أسرته بعيدًا عن وطنهم المغرب.
+نهاية النص: تبرز أوصاف الملك محمد الخامس مثل كونه إنسانًا ومسلمًا ومناضلًا.
هـ. فرضية القراءة:
انطلاقًا من العنوان وبداية النص ونهايته، يمكن افتراض أن النص يتناول موضوع نفي الأسرة الملكية، وما عانوه في المنفى، وصمودهم من أجل الوطن.
ثانيا: فهم النص
1. الإيضاح اللغوي:
2. المضمون العام:
يسرد النص معاناة الملك محمد الخامس وأسرته خلال نفيهم، وما واجهوه من صعوبات مادية ونفسية في المنفى.
3. المضامين الجزئية:
- اقتياد السلطان محمد الخامس رفقة ولديه إلى وجهة مجهولة في ظروف سيئة.
- وصولهم إلى جزيرة كورسيكا، ومكوثهم بدار الوالي محاصرين.
- تلقيهم معاملة إنسانية من طرف المندوب السامي والعقيد تويا في مدشقر.
- اهتمام الملك بأخبار بلاده من منفاه رغم بعده عنه.
ثالثا: تحليل النص
1. الحقول الدلالية:
معجم معاناة الملك وأسرته | معجم وطنية الملك |
كان على السلطان والأميرين أن يجلسوا على الأرض. ولم يكونوا يلبسون غير البيجامات تحت الجلابيب الخفيفة. كانوا يرتعشون من البرد خلال السفر. لم يكن الملك وولداه قد تناولوا طعاما طول النهار. لم يحملوا معهم متاعا ولا حتى فرشاة أسنان. قضوا عدة أيام في البيجامات والجلابيب في جو خال من كل تسلية. – كانوا يمنعون من الاتصال بأي شخص. – وحتى الخروج الى السوق لو سمح لهم به لم يكن مغريا، لأنهم لم يكونوا يملكون نقودا … | كان المغرب طبعا أهم ما يشغل باله طوال النهار. كان يلتقط أخباره من الإذاعة والصحف. فإذا كانت هذه الأخبار سيئة سهد يصلي حتى الفجر. … مناضلا كان يصمد في سبيل تحقيق حقوق بلاده. |
التعليق على الجدول: نلاحظ هيمنة معجم العلم على حساب معجم الجهل، وذلك لقيمته وأفضليته على الجهل.
2. الزمان والمكان في النص:
الزمان | المكان |
---|---|
الثانية بعد الزوال العاشرة ليلا عدة أيام طول النهار الفجر | كورسيكا مدغشقر انتسرابي المغرب تاهايتي |
3. دراسة الشخصيات:
أ -الأساسية:
محمد الخامس: سلطان المغرب – منفي عن بلده- متحل بالصبر.
ب -الثانوية:
ولداه: أميران، اشتركا معه في المحنة والصبر.
جنود الطائرة: فرنسيون قساة.
والي كورسيكا: جهد في التخفيف عن الأسرة الملكية.
الموظفون بالمطار: فرنسيون جاهلون وضعية الأسرة المنفية.
المندوب السامي بمدغشقر: متصف بالإنسانية.
العقيد تويا: مخلص للأسرة الملكية ومتعاطف معها.
4. مقصدية النص:
يهدف الكاتب إلى تأريخ حدث منفى الملك محمد الخامس الذي تكبد معاناة البعد عن الوطن، من أجل الحرية والاستقلال، معبرا عن صدق وطنيته التي تعد درسا عظيما ونموذجا فريدا في مناهضة الاحتلال والصمود ونكران الذات من أجل مصلحة الوطن والشعب.
5. قيم النص:
يتضمن النص قيمة وطنية وقيمة إنسانية:
قيمة الوطنية: تتجلى في وطنية الملك محمد الخامس، وتشبثه بوطنه وتفضيله النفي في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال.
قيمة الإنسانية: تتمثل في أخلاق الملك محمد الخامس التي جعلته يحظى بتقدير الأجانب واحترامهم.
رابعا: تركيب
تأسيسا على ما سبق يتضح لنا أن نص المنفى سيرة غيرية، يُظهر معاناة الملك محمد الخامس وأسرته بعد نفيهم إلى جزيرة كورسيكا في ظروف قاسية، وما تلاها من نقلهم إلى مدغشقر، حيث تحسنت أوضاعهم نوعًا ما تحت إشراف العقيد تويا الذي أصبح صديقًا لهم. ورغم الابتعاد عن المغرب، ظل الملك مهتمًا بأخبار وطنه وشعبه، وواصل نضاله لتحقيق الحرية والاستقلال، مما قدم درسًا رائعًا في التضحية والإصرار من أجل الوطن.