تحضير نص الفجر الصادق (الثالثة إعدادي)


نص الفجر الصادق (الثالثة إعدادي)

المجال: القيم الإسلامية
المكون: القراءة
الموضوع: الفجر الصادق
الكتاب المدرسي: مرشدي في اللغة العربية

نص الانطلاق:

الفجر الصادق

«هناك سؤال مشروع ومطروح في الساحة الإسلامية: أين يلتمس المسلم المعاصر ذلك السياج الفكري الذي يستطيع بإقامته حماية الحقوق الإنسانية التي تكفل له تحقيق جوهرة إنسانيته، وازدهار طاقاته وملكاته، والنهوض بواقع أمته وحضارته في العصر الحديث؟، أين يلتمس المسلم المعاصر هذا السياج؟

إن الحقوق الإنسانية ضرورات فطرية للإنسان من حيث هو إنسان. وإسلامنا هو دين الفطرة التي فطرنا الله عليها، فمن الطبيعي والبديهي أن يكون الكافل لتحقيق هذه الحقوق …، ومن ثم أن يكون المصدر الطبيعي لمن يريد التماس هذا السياج.

إننا نجد الإسلام قد بالغ في الإيمان بالإنسان من حيث هو إنسان، وفي تقديس حقوقه إلى الحد الذي تجاوز بها مرتبة الحقوق، عندما اعتبرها ضرورات، ومن ثم أدخلها في اطار الوجبات! فالمأكل والملبس والمسكن …، والأمن …، والحرية في الفكر والاعتقاد والتعبير …،  والعلم والتعليم …، والمشاركة في صياغة النظام العام للمجتمع …، كل هذه الأمور هي في نظر الإسلام ليست فقط حقوقا للإنسان، من حقه أن يطلبها ويسعى في سبيلها، ويتمسك بالحصول عليها …، وإنما هي ضرورات واجبة لهذا الإنسان، بل إنها واجبات عليه أيضا.

إنها ليست مجرد حقوق من حق الفرد أو الجماعة أن يتنازل عنها أو عن بعضها، وإنما هي ضرورات إنسانية – فردية كانت أو جماعية – ولا سبيل إلى حياة الإنسان بدونها، حياة تستحق معنى الحياة، ومن ثم فإن الحفاظ عليها ليس مجرد حق للإنسان،  بل واجب عليه أيضا …، يأثم هو ذاته فردا أو جماعة – إذا هو فرط فيها، وذلك فضلا على الإثم الذي يلحق كل من يحول بين الإنسان وبين تحقيق هذه الضرورات. إنها ضرورات لابد من وجودها، ومن تمتع الإنسان بها وممارساته لها، كي يتحقق له المعنى الحقيقي للحياة. وإذا كان العدوان على الحياة من صاحبها بالانتحار أو من الأخرين بالقتل جريمة كاملة ومؤثمة، فكذلك العدوان على أي من الضرورات اللازمة لتحقيق جوهر هذه الحياة.

بل إن الإسلام ليبلغ في تقديس هذه الضرورات الإنسانية الواجبة إلى الحد الذي يراها الأساس الذي يستحيل قيام الذين بدون توافرها للإنسان، فعليها يتوقف الإيمان ومن ثم التدين بالدين».

محمد عمارة، »الإسلام وحقوق الإنسان، ضرورات لا حقوق»، عالم المعرفة، العدد 89 (ماي 1985)، ص: 7 – 14 – 15 (بتصرف).

جبران خليل جبران. دمعة وابتسامة. ص: 136

أولا: تأطير النص وملاحظته

1. تأطير النص:

أ. صاحب النص:

عائشة محمد علي عبد الرحمـــن ببنت الشاطئ، ولدت سنة 1912 في مدينة دمياط شمال مصر، نشأت في بيت علم ودين، تلقت تعليمها الأولى في كتاب القرية، حفظت القرآن الكريم، ثم أرادت الالتحاق بالمدرسة عندما كانت في السابعة من العمر، تابعت دراستها في البيت نظرا لتقاليد الأسرة التي كانت تأبى خروج الفتيات من البيت. التحقت بجامعة القاهرة لتتخرج من كلية الآداب قسم اللغة العربية سنة 1939م، قد ألفت كتاب بعنوان «الريف المصري» في عامها الثاني بالجامعة، ثم نالت الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941م.

تركت بنت الشاطئ وراءها اكثر من أربعين كتابا في الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية، وأبرز مؤلفاتها هي: التفسير البياني للقرآن الكريم، والقرآن وقضايا الإنسان، ولها دراسات لغوية وأدبية وتاريخية أبرزها: نص رسالة الغفران للمعري، والخنساء الشاعرة العربية الأولى، ومقدمة في المنهج، ولها أعمال أدبية وروائية أشهرها: على الجسر “سيرة ذاتية”، سجلت فيه طرفا من سيرتها الذاتية، وكتبته بعد وفاة زوجها أمين الخولي بأسلوبها الأدبي، وكتاب “بطلة كربلاء”.

ب. نوع النص ومصدره:

النص عبارة عن نص سردي مقتطف من كتاب «أرض المعجزات» للدكتورة عائشة عبد الرحمان المعروفة ببنت الشاطئ، الصفحات: 51، 52 (بتصرف).

ج. مجال النص:

يندرج النص ضمن مجال القيم الإسلامية.

2. ملاحظة النص:

أ. قراءة في العنوان:

+تركيبيا: يتكون العنوان من خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا، والصادق نعت تابع لمنعوته.

+دلاليا: يتكون العنوان من وهو مؤشر زمني وهو (الفجر) يدل على المنطلق أو البداية، ويوحي بالسكينة والهدوء. ومؤشر وصفي  وهو (الصادق) يوحي باليقين والحقيقة، فهو فجر صادق وليس كاذبا.

ب. قراءة في الصورة:

تنسجم مع العتبات السابقة لأنها تشير إلى موقع كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأوي إليه ويعتزل فيه عن الناس للعبادة، وهذا المكان هو (غار حراء).

ج. بداية النص ونهايته:

بداية النص: تتضمن مؤشرات زمنية (ليلة، رمضان، بعد ميلاد…) ومؤشرين مكانيين (أم القرى، البيت العتيق)، وهي تدل على أننا أمام نص سردي / حكائي، كما تتضمن ألفاظا تنتمي إلى المجال الإسلامي.

نهاية النص: رغم أن العنوان لم يتكرر في بداية النص ولا في نهايته إلا أننا نجد في نهاية النص العبارة التالية: (وبدأت أمة القرآن …) وهي تنسجم في مدلولها مع كلمة (الفجر) الواردة في العنوان من حيث كونها تدل على المنطلق والبداية. كما نجد عبارة أخرى، وهي: (نور الحق …) تنسجم مع الكلمة الثانية من العنوان (الصادق).

د. فرضية القراءة:

انطلاقا من المؤشرات السابقة نفترض أن موضوع النص سيتحدث عن بزوغ فجر الإسلام، وإخراجه الناس من ظلمات الكفر .

ثانيا: فهم النص

1. الإيضاح اللغوي:

لفّ أم القرى صمت: أحاط بها الهدوء وشملتها السكينة.
همهمة: كلام خفي لا يُفهم.
البيت العتيق: الكعبة المشرّفة.
لا تلقي بالاً: لا تكترث.
العتمة الدّاجية: اشتداد الظلام.
ينشد: يطلب ويلتمس.
قبسا: شعلة من النور.
تصدع: تشقق، والمقصود هنا هو تفككه بين الروم والفرس.
ينسخ ظلمات ليل: يزيحها ويزيلها.
غار حراء: هو المكان الذي نزل فيه الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم، يقع شرق مكّة المكرّمة في أعلى جبل النور. يبعد عن المسجد الحرام بـ 4 كلم. وهو عبارة عن فجوة في جبل.
عازفاً: منصرفاً.
الليلة الغرّاء: الليلة المباركة (ليلة القدر).

2. الحدث العام:

نموذج 1: تحدّث النص عن حالة العرب في الجاهلية حتى بزغ فجر الإسلام وانبعث نور الإيمان مع بعثة الرسول ﷺ، حيث أخرجت رسالته الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.

نموذج 2: يتحدث النص عن بزوغ فجر الإسلام، وخروج الناس من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان.

3. الأحداث الجزئية:

  • غرقُ الناس في جاهليتهم قبل مجيء الإسلام، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يذهب إلى غار حراء مبتعداُ عن الأوضاع الوثنية التي كانت تعمّ مكة ولكي يتأمّل في خلق الله تعالى.
  • نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغار حراء في ليلة فصلت بين عهد مظلم وآخر منير، وأخرج الإسلام الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.
  • التغيرات التي أحدثها الإسلام وخلّفتها دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم على مجتمعه حيث أعادت الناس من الكفر إلى الإيمان، وحطّمت الأصنام، وحملت الرسالة إلى البشرية كافة.

ثالثا: تحليل النص

1. الحقول الدلالية:

حالة العرب قبل الفجر

حالة العرب بعد الفجر

كان الناس غارقين في جاهليتهم وفي عبادة الأوثان، وكان الصراع قائما بين الفرس والروم حول السيطرة على زمام الأمور والاستحواذ على مركز القوة.


أخرج الإسلام الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، وحطم الأصنام، وحمل رسالة إلى البشرية كافة.

التعليق على الجدول: من خلال هذين الحقلين الدلاليين نستنتج أن العرب قبل بزوغ فجر الإسلام كانوا يعيشون في ظلمات الجهل والكفر، أما بعد الإسلام فقد تذوقوا نعمة الإيمان.

2. دراسة الشخصيات:

الشخصيات

سماتها وأفعالها

الرسول صلى الله عليه وسلم

نبي الله، أمي، منعزل عن الناس للتعبد …

أهل مكة

مشركون، عابدون للأوثان، غافلون …

3. الزمان والمكان:

زمن الأحداث

مكان الأحداث

يتحدث النص عن فترة هامة من تاريخ الإسلام، وهي فترة بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد ميلاد المسيح بستة قرون وعشر سنين.

معظم أحداث النص وقعت بمكة المكرمة، مع الإشارة إلى أمكنة عامة مثل: بلاد فارس وبلاد الروم، وأمكنة خاصة مثل: غار حراء ومقام ابراهيم والبيت العتيق.

رابعا: تركيب

تأسيسا على ما سبق، يتضح لنا أن نص " الفجر الصادق"،  عبارة عن  نص سردي مقتطف من كتاب «أرض المعجزات» ذو بعد إسلامي،  يصور لنا حالتين متناقضتين لفترتين زمنيتين تتوزعان ما قبل الإسلام وما بعد بعثة الرسول محمد ﷺ، حيث كان العرب قبل مجيء الإسلام في حالة ميؤوس منها وكانوا يعيشون في أوضاع يسودها الفقر والظلم والجهل، فآلت البشرية إلى الهدى والمجد والعلا بعد مجيء الإسلام، حيث انتصرت أمة الإسلام على الوثنية وأوصلت الدين الإسلامي إلى مختلف الأقطار.

Mohamed Ben Chaayab
Mohamed Ben Chaayab
تعليقات