آخر الأخبار

تحضير نص المتشرد (الأولى إعدادي)

نص القهوة الخالية (الثانية إعدادي)

المجال: الاجتماعي والاقتصادي
المكون: القراءة
العنوان: المتشرد
الكتاب المدرسي: المفيد في اللغة العربية

نص الانطلاق:

1- خارج المقهی تتناثر الكراسي والطاولات يمينا وشمالا، فيحس الجالسون عليها نوعا من الراحة النفسية لا مثيل له، في الرصيف المقابل ينبت عشب أخضر وحشائش صغيرة وبضع نخلات باسقات، لكن العشب الأخضر فقد لونه بفعل أقدام المارة. في هذه المدينة لا يعرفون معنى للورد ولا للفرح، فقد قصم الزمن ظهورهم فباتوا حزينين. كان المارة الآن يدوسون العشب الأخضر والحشائش الصغيرة النابتة بفوضى على جنبات السور، عيونهم إلى الأرض ووعيهم في مكان آخر، كانوا لا يبتسمون. 2. وقد تمنيت أنا أن أكون طفلا صغيرا لأقوم الآن من على الكرسي وألعب هناك؛ جنب العشب الأخضر وجنب الحشائش الصغيرة، لكن حلمي يغتال حين أهتز ويهتز معي الشارع اهتزازا قويا لهدير السيارات وهدير الحافلات.. مرة أخرى أحن إلى العشب الأخضر الذي تقتله الآن أقدام المارة المكفهرة وجوههم. تهتز الواجهات الزجاجية، تهتز الأبواب، تهتز النوافذ. أحن أحن إلى الغابة، أحن إلى الأشجار الخضراء، إلى المياه وإلى هواء نقي يغسيل رئتي معا، ويزيل ما لصق بهما من دخان السجائر ودخان الحافلات. 3 – إلى اليمين طاولات، إلى اليسار طاولات. كان المطعم جد مزدحم، وسيضطر الرواد معه إلى الوقوف أمام الباب في انتظار أن تفرغ بعض المقاعد. وهكذا يخرج النادل الوحيد علال ببذلته البيضاء ويطمئن الرواد إلى أنه يوجد لهم بعض الأماكن في الداخل، وتوجه إليهم قائلا : مرحبا يا رواد. لكن الرواد ملوا الوقوف والانتظار. الناس يأكلون، يخرج النادل ويدخل، صحون كثيرة فوق الطاولات. يقف كلب أسود حول إحدى الطاولات و ” يشمشم”، وعندما استرعي انتباه الفتاة الصغيرة، ذات النظارة البيضاء و« البلودجين »، فرحت وأخذت تمطره بقطع البطاطس المقلية، كانت ترفع القطعة إلى الأعلى فيلتقطها الكلب في الفضاء. كانت العائلة تأكل وتتحدث إلى بعضها بارتياح. 4- وكما لو نزل من السماء، وقف طفل أسمر إلى جانب الكلب الذي لازال يلتهم قطع البطاطس المقلية. اختلست الفتاة إلى الطفل الأسمر الوسخ الحافي القدمين نظرة سريعة واستمرت تلعب مع الكلب الذي أتى على كل ما تبقى في الصحن من بطاطس. خرج النادل وقف وراء الطفل ثم ركله بقدمه اليمني على مؤخرته حتى أوشك الطفل أن يسقط، لكنه استجمع قواه وهرب إلى الرصيف الآخر المقابل، وهناك كان يتأمل الناس يأكلون. 5- تظهر سيارة الشرطة فجأة، فيسير الطفل سير المتفرج على الواجهات، وما أن تختفي حتى يعود إلى التحديق في المأكولات. تعشت العائلة وغادرت المكان تاركة فضلات كثيرة فوق الطاولة. أخذ الطفل يتقدم إلى رصيف المطعم وعيناه مركزتان على الباب، وصل إلى الطوار الذي توجد به الطاولة ووقف يتأمل ثم هجم على فضلات الطعام المتبقية هجوم كلب شرس ودون أن يعرف من أين أتته الركلة على مؤخرته استجمع قواه وهرب بعد أن أخذ الفضلات كلها.

إدريس الخوري “ظلال” بتصرف.

أولا: تأطير النص وملاحظته:

1. تأطير النص:

أ. صاحب النص:

الصحفي المغربي ادريس الخوري المزداد سنة 1939م بالدار البيضاء، عمل صحافيا بجريدة المحر، ثم بجريدة الاتحاد الاشتراكي إلى أن تقاعد، و انضم إلى اتحاد كتاب المغرب في اكتوبر 1968. من أعماله:

  1. حزن في الرأس والقلب: قصص، مطبعة الأمنية، الرباط، 1973.
  2. البدايات: قصص، دار النشر المغربية، البيضاء، 1980.

ب: نوع النص ومصدره:

  • نص سردي، مقتطف من ظلال (بتصرف).

ج: مجال النص:

يندرج النص ضمن المجال الاجتماعي والاقتصادي.

2. ملاحظة النص:

أ. قراءة في العنوان:

+تركيبيا: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وخبره محذوف تقديره “مظلوم”.

+دلاليا: يشير العنوان إلى الشخص الذي حرم من المأوى بسبب ظروف اقتصادية أو اجتماعية.

ب. قراءة في الصورة:

رسم ملون يعكس مشهدا لمقهى مزدحم بالزبائن، وكلب بجانب طاولة أحد الزبناء يجلس بآمان، في حين يطرد النادل طفلا متشردا ياقترب من المقهى.

ج. علاقة العنوان بالصورة:

علاقة توضيحية، حيث توضح أن الناس مع يتعاملون مع المتشرد باحتقار.

د. فرضية القراءة:

انطلاقا من تحليلنا لعتاب النص نفترض أنه يتحدث عن:

  • وصف معاناة المتشرد.
  • كيفية تعامل المجتمع مع المتشرد.
  • حقوق المتشرد.

ثانيا: فهم النص

1. الشرح اللغوي:

  • يُغتال: ييتم قتله بواسطة خدعة محكمة.
  • استرعى انتباه: أثار انتباه.
  • اختلست نظرة: نظرت إليه خفية.
  • الطوار: الرصيف.
  • تُمطره: تعطيه بسخاء
  • فضلات: بقايا

2. الحدث العام:

وصف السارد للمقهى وتعامل النادل بقسوة مع المتشرد.

3. الأفكار الجزئية:

الفقرات

المضامين

الفقرة 1

وصف السارد للفرق بين مشاعر رواد المقهى المرتاحين ومشاعر المارة الذين قصم الزمن ظهورهم.

الفقرة 2

حنين الشاعر إلى الطبيعة الخضراء هروبا من ضجيج المدينة وثولتها.

الفقرة 3

ازدحام المقهى بالزبائن، وانشغال الفتاة بتقاسم طعامها مع كلب.

ثالثا: تحليل النص:

1. دراسة الشخصيات:

الشخصية

صفاتها

النادل

خدوم الزبائن – متأدب مع الرواد – قاسي القلب.

الفتاة

محبة للكلب – متجاهلة للطفل المتشرد.

المتشرد

متشرد – جائع – خائف –

التعليق على الجدول: نلاحظ أن الشخصيات تتعامل مع الكلب بلطف في حين تتجاهل المتشرد أو تقسو عليه، مما يدل على أن هذه الشخصيات فقد ميزان الرحمة، فالأولى أن ترحم الإنسان، وهذا لا يعني أن تعتدي على الحيوان.

2. زمكانية النص:

المكان

الزمان

المقهى – الرصيف المقابل للمقهى

الماضي

التعليق على الجدول: نلاحظ أن الزمن عام والمكان كذلك عام مما يعني أن أحداث القصة ممكنة الحدوث في أمكنة وأزمنة مختلفة.

3. أساليب النص:

كطبيعة معظم النصوص السرديّة فالنص يراوح في توظيف السرد والوصف والحوار، ومن أمثلة ذلك من النص:

السرد: ومثال ذَلِكَ:
  • أخذ الطفل يتقدم إلى رصيف المطعم وعيناه مركزتان على الباب، وصل إلى الطوار الذي توجد به الطاولة ووقف يتأمل ثم هجم على فضلات الطعام المتبقية هجوم كلب شرس.
الوصف: وَمِنْ أمثلته فِي النص:
  • خارج المقهی تتناثر الكراسي والطاولات يمينا وشمالا، فيحس الجالسون عليها نوعا من الراحة النفسية لا مثيل له، في الرصيف المقابل ينبت عشب أخضر وحشائش صغيرة وبضع نخلات باسقات، لكن العشب الأخضر فقد لونه بفعل أقدام المارة

4. الوضعية التواصلية في النص:

المرسل

الرسالة

المرسل إليه

الكاتب

ضرورة الاهتمام بالأطفال في وضعية تشرد

المجتمع

رابعا: التركيب

تأسيسا على ما سبق نستنتج أن النص سردي ذو بعد اجتماعي، يستهل فيه السارد قصته بوصف مكان وقوع الأحداث وهو مقهى مليء بالزبناء، والتعبير عن حنينه للطبيعة الخضراء بعيدا عن ثلوت المدينة وضجييجها، ليسرد بعد ذلك قصة الطفلة الجالسة رفقة عائلتها في المقهى والتي استلطفت كلبا متشردا فققاسمته طعامها، لكنها تجاهلت الطفل المتشرد الذي كان من نصيبه ركلة مفاجئة من النادل، الذي تربص بالفتى إلى حين عودته لجمع فضلا الطعام ليعاود ركله مجددا.

والسارد يضعنا أمام التناقض الذي أصبح مججتمعنا يعيشه، ففي حين انتشرت لدينا ثقافة رحمة الحيوان والإحسان إليه، تراجعت لدينا قيمة التضامن والتعاون مع المحتاججين من بني جلدتنا.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-