نص من أغاني الرعاة (الثانية إعدادي)
المجال: السكاني
المكون: القراءة
الموضوع: من أغاني الرعاة
الكتاب المدرسي: في رحاب اللغة العربية
نص الانطلاق:
من أغاني الرعاة أقبل الصبح يغني للحياة الناعسة والربى تحلم في ظل الغصون المائسة والصّبا ترقص اوراق الزهوراليابسة وتهادى النور في تلك الفجاج الدامسة *** أقبل الصبح جميلا يملأ الأفق بهاه فتمطى الزهر والطير، وامواج المياه قد أفاق العالم الحي، وغنى للحياه فأفيقي ياخرافي، وهلمي يا شياه *** واتبعيني يا شياهي، بين أسراب الطيور املاي الوادي ثغاء، ومراحا وحبور واسمعي همس السواقي، وانشقي عطر الزهور وانظري الوادي ، يغشيه الضباب المستنير *** واقطفي من كلإ الارض ومرعاها الجديد واسمعي شّبابتي تشدو، بمعسول النشيد نغم يصعد من قلبي، كأنفاس الورود ثم يسمو طائرا، كالبلبل الشادي السعيد الديوان الشعري مدينة بلا قلب، دار العودة بيروت – 1983، صص: 125 – 127. |
أولا: تأطير النص وملاحظته
1. تأطير النص:
أ. صاحب النص:
الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي، وُلد في مارس سنة 1909م، في شابية بجنوب البلاد. أتمَّ دراسته بالزيتونة سنة 1927م. التحق بكلية الحقوق وأتم دراسته فيها سنة 1930م. من مؤلفاته: (ثفحات دامية من قلب شاعر) وديوان (أغاني الحياة). توفي بتونس سنة 1934م.
ب. نوع النص ومصدره:
قصيدة من الشعر الحديث، تتميز بتنوع القافية والروي. مقتطف من: ديوان (أغاني الحياة)، ص 103، طبعة عام 1994م.
ج. مجال النص:
ينتمي النص إلى المجال السكاني.
2. ملاحظة النص:
أ. قراءة في العنوان:
+تركيبيا: جاء العنوان مركبا إسناديّا يتكون من شبه جملة (من أغاني: وهي خبر لمبتدأ محذوف وهو مضاف)، (الرعاة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
+دلاليا: الأغاني هي كل ما يتغني ويترنم به الإنسان من كلمات موزونة سواء بالموسيقى أو بدونها. والرعاة جمع مفرده راع وهم الذين يمتهنون رعي الأغنام. فالعنوان إذن يدل على الأغاني التي يقوم الرعاة بغنائها للمواشي؛ تحفيزاً لهم لتناول العشب، ولإبعاد الملل عن نفوسهم.
ب. قراءة في الصورة:
تعكس الصورة منظراً طبيعياً خلاباً، يتخلَّلُه تناثر الأزهار والأشجار في المكان، وهي تنسجم مع عنوان النص.
ج. بداية النص ونهايته:
بداية النص: تشير إلى إقبال الصباح فرحاً ومغنياً للحياة.
نهاية النص: أما نهاية النص فيشبه الشاعر نفسه بالطائر المغرد.
د. فرضية القراءة:
من خلال مشيرات النص السابقة (دلالة العنوان والصورة) نفترض أن موضوع النص سيتمحور حول:
- جمال الطبيعة.
- مشاركة الشاعر لإحساسه وشعوره تُجاه الطبيعة.
- الأغاني التي يغنيها الرعاة لأغنامهم في المراعي.
ثانيا: فهم النص
1. الإيضاح اللغوي:
2. المضمون العام:
يعكس النص إعجاب الراعي بالطبيعة وجمالها، وحثه أغنامه على الاستمتاع بمباهجها والإقبال عليها.
3. المضامين الجزئية:
المقطع الشعري |
المضمون |
من
بداية النص إلى وغنى للحياة |
وصف الكاتب جمال الطبيعة عند الصباح الباكر. |
من
فأفيقي إلى المستنير |
يدعو الشاعر خرافه إلى مشاركته في الاستمتاع بجمال
الطبيعة. |
من
واقطفي إلى آخر النص |
يدعو
الراعي أغنامه إلى الاستمتاع بالعشب الطري على أنغام مزماره. |
ثالثا: تحليل النص
1. الحقول الدلالية:
معجم الطبيعة | معجم الفرح |
خضراء، منداة بالطل، سابحة في أمواج الظل، عروس الطير | ترقص، غنى للحياة، ثغاء، مرح، حبور، شبابتي، تشدو، معسول النشيد، نغم يصعد من قلبي، البلبل الشادي السعيد. |
التعليق على الجدول: تربط بين الحقلين علاقة سببية، وتتمثل في جمال الطبيعة وروعتها، التي تجعل النفس تشعر بالبهجة والطمأنينة.
2. الصور الفنية والأساليب:
الترادف: مراح - حبور.
تشبيه: في قول (نغم كأنفاس الورود)، و(يسمو طائراً كبلبل).
الاستعارة: في قول: (أقبل الصبح يغني)، (الربى تلحم)، (تهادى النور)، (تمطى الزهر).
النداء: يا خرافي، يا شياهي.
الأمر: أفيقي، هلمي، اتبعيني، املئي، اسمعي، انظري، اقطفي.
3. قيم النص:
قيمة سكانية: تتمثل في توجيه سلوك الناس إلى حب الطبيعة وعدم الإضرار بها.
رابعا: تركيب
في هذه القصيدة الشعرية، يتغنى الشاعر أبو القاسم الشابي على لسان الراعي، بجمال الطبيعة وروعة مناظرها في الصباح، داعيا خرافه و شياهه الى مشاركته في الاستمتاع بسحر الأزهار المتفتحة والنسيم العليل وتغريد الطيور ورقرقة الماء في السواقي، وهو يشدو بمزماره من أجل إقبالها على الرعي مرحة مطمئنة. وقد وظف الشاعر معجما لغويا يدل على الطبيعة، و آخر يبرز حالة و إحساس الكائنات المستمتعة بجمال الطبيعة وسحرها.