نص الأطفال في عالمنا المعاصر (الثانية إعدادي)
المجال: الاجتماعي والاقتصادي
المكون: القراءة
الموضوع: الأطفال في عالمنا المعاصر
الكتاب المدرسي: مرشدي في اللغة العربية
نص الانطلاق:
وإذا نظرنا لأوجه الظلم العديدة التي تواجه الشباب، والمحنة الأطفال الذين يسقطون في الغالب أول ضحايا للعنف في مجتمعهم فقد تبدو لنا المهمة صعبة إلى حد مخيف. إذ يقدر مثلاً أن مليون ونصف مليون طفل قتلوا في الصراعات الحربية خلال العقد الماضي فقط. وقد عادت المشاكل القديمة كانتهاك الأطفال واستغلالهم والسخرة تظهر في عنفوانها : إن ما يزيد على ١٠٠ مليون طفل من أطفال الشوارع مبعدون على أسرة الإنسانية والملايين من الأطفال بحاجة لمن ينقذهم من الأوضاع المتدهورة للعمل بالسخرة، حيث تضيع صحتهم وراحتهم وفرصتهم في التعليم. ولا يمكن القول بوجود حل واحد شامل لاضطهاد الأطفال عبر أنحاء العالم، إذ يطرح كل موقف على حدة سياقات وأولويات مختلفة. ومع ذلك فهناك ثلاثة مداخل أساسية : التعليم والحماية والاستماع. وتعد الحماية -أيضا- عنصرا حيويا فى هذا الصدد، وهى تتضمن الاعتراف بالحق الأصيل للطفل فى الحياة الكاملة، واتخاذ أفضل مصالح الطفل كاعتبارات أولية عند وضع السياسات، وحماية الأطفال من التمييز والاستغلال. وهذه هي الرسالة التي أطلقها ميثاق حقوق الأطفال الصادر عام 1989 ، والذي تعهدت الدول الموقعة عليه باتخاذ نطاق أوسع من الإجراءات القانونية والإدارية والاجتماعية والتعليمية لحمايته. غير أن نجاح الدهود المبذولة لتحسين أوضاع الأطفال وتمكينهم من فرص إثبات ذواتهم لا ينبني، فحسب، على المبادئ القديمة ولكن، كذلك، على إدراك أن احترام الحقوق الإنسانية مشروع اجتماعي طويل المدى، وأن الهدف لا يتحقق إلا بتظافر جهود الهيئات المنتخبة والمنظمات غير الحكومية والوزارات والسلطات المحلية، وإيمان الجميع بأن مصالح هيئات المجتمع المدني والمؤسسات العامة تلتقي في حماية الأطفال حماية شاملة من الجوع والمرض والاستغلال، باعتبار أن الأطفال هم أضعف أفراد الأسرة الإنسانية، وأغلى موارد المستقبل. ويعد العنف الموجه ضد الأطفال بما فيه الخفي داخل الأسرة جزءا من إشكالية العنف بين الأشخاص والجماعات. وربما كان أكثر الاتجاهات فائدة، في هذا المضمار، هو الاستماع إلى مطالب الأطفال، وذلك أن دفاع الأطفال عن أنفسهم اليوم يؤهلهم للدفاع عن غيرهم. ويقتضي الاستماع إليهم إنشاء منابر فاعلة لهم كي يعبروا من خلالها عن أنفسهم. كما أن الاعتراف بقدراتهم الابتكارية، ورعاية هذه القدرات من جانب المؤسسات العامة والإعلام يعد نوعا من التشجيع لهم على التعبير عن أنفسهم. اليونسكو، التنوع البشري الخلاق، الطبعة العربية -المجلس الأعلى للثقافة بمصر، عام 1977 ص ص: 170-175 (بتصرف). |
تمهيد:
أولا: تأطير النص وملاحظته
1. تأطير النص:
أ. صاحب النص:
منظمة اليونيسكو، وهي منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم.
ب. نوع النص ومصدره:
النص عبارة مقالة اجتماعية، مقتطف من تقرير أنجزته اللجنة العالمية للثقافة والتنمية التابعة لمنظمة "اليونسكو" الطبعة العربية -المجلس الأعلى للثقافة بمصر- عام 1997 ص ص 170-175 (بتصرف).
ج. مجال النص:
يندرج النص ضمن المجال الاجتماعي والاقتصادي.
2. ملاحظة النص:
أ. قراءة في العنوان:
+تركيبيا: مركب إسنادي يتكون من مبتدأ (الأطفال) و خبر شبه جملة (في عالمنا المعاصر) وهو مضاف، ونا الدالة على الجماعة ضمير متصل في محل جر مضاف إليه، و (المعاصر) نعت.
+دلاليا: يوحي العنوان إلى وضعية الأطفال في عصرنا الحالي، وما يعيشونه من واقع مزري.
ب. قراءة في الصورة:
تمثل الصورة مشهدا مأساويا لطفلة تركض هربا من دبابة حربية في محاولة للنجاة بنفسها.
ج. بداية النص ونهايته:
+بداية النص: تكشف عن سبب من أسباب معاناة الأطفال في كثير من الدول، ألا و هو الحرب.
+نهاية النص: بعض الحلول المقترحة لتجاوز محنة الأطفال، ومن بينها الاستماع إليهم للتخفيف من معاناتهم أو الحد منها.
د. فرضية القراءة:
من خلال مشيرات النص السابقة (دلالة العنوان والصورة) نفترض أن النص سيتحدث عن معاناة الأطفال جراء مجموعة من العوامل التي تؤثر سلبا على حياتهم المعيشية.
ثانيا: فهم النص
1. الإيضاح اللغوي:
السخرة: الخدمة الإجبارية دون مقابل
اضطهاد: ظلم جائر
الإنتاجية: المردودية
الأحداث: صغار السِنْ
التصحر: ظاهرة تنتج عَنْ الجفاف فتتحول الأرض الخصبة إِلَى صحراء قاحلة.
ميثاق: عهد واتفاق جماعي
تعهدت: التزمت
2. الفكرة العامة:
يتحدث التقرير عن وضعية الأطفال في عالمنا المعاصر وما يعانونه بسبب الفقر والاستغلال والعنف، مؤكدا على ضرورة إيجاد السبل الناجعة للحد من هذه المعاناة.
3. الأفكار الجزئية:
- الوضعية المزية التي يعيشها كثير من الأطفال في عالم اليوموأسبابها.
- التعليم حق إنساني أساسي وحل لإنقاذ الأطفال من محنهم.
- حماية الأطفال من أشكال الاضطهاد تكسبهم المناعة وتؤهلهم للمستقبل.
- الاستماع إلى الأطفال مطلب أساسي إبراز مؤهلاتهم ومواهبهم وإثبات ذواتهم.
ثالثا: تحليل النص
1. الحقول الدلالية:
الألفاظ والعبارات الدالة على اضطهاد الأطفال | الألفاظ والعبارات الدالة على حقوق الأطفال |
محنة الأطفال، ضحايا للعنف، قتلوا في الصراعات الحربية، استغلال الأطفال للسخرة، أطفال الشوارع، تضيع صحتهم و راحتهم و فرصتهم في التعليم، ضحايا التدهور البيئي . | التعليم، حماية الأطفال حماية شاملة، الاستماع إلى مطالب الأطفال، الاعتراف بقدراتهم الابتكارية. |
العلاقة بين الجقول الدلالية: هناك علاقة تضاد بين الحقلين، وتتجسد هذه العلاقة في انعدام حقوق الأطفال في مقابل ضرورة توفيرها وحمايتها.
2. أسلوب النص:
اعتمد الكاتب في النص أسلوبا تفسيريا،يوضح من خلاله وضعية كثير من الأطفال في العالم ومن أمثلة ذلك نذكر منها ما يلي:
الإحصائيات: إذ قُدر مثلا أن مليونا و نصف مليون طفل قتلوا... في العالم ما يزيد على مائة مليون طفل من أطفال الشوارع…
الجملة الاعتراضية: على الخصوص، أيضا، على حدة.
الألفاظ الدالة على التفسير: إذا نظرنا، مثلا، لأنه، كما أن، تعد، و هي، و هذه هي، و لكن كذلك…
3. مقصدية النص:
4. قيم النص:
- قيمة اجتماعية: تتمثل فِي الوضعية المزرية الَّتِي يعيشها الأطفال في عالمنا المعاصر من حروب وظلم واستغلال وتشريد، وما يترتب عَنْهَا من مشاكل تُعرقل مسار حياتهم.
- قيمة إنسانية: تتمثل في غياب الروح الإنسانية فِي معاملة الأطفال جراء الأزمات والنزاعات.
- قيمة اقتصادية: تتمثل فيما ينجم عن الوضعية الاجتماعية المأساوية وما ينتج عنها من نتائج وخيمة خاصة على مستوى المردودية.