نص فلنرحم العامل المسكين (الأولى إعدادي)
المجال: الاجتماعي والاقتصادي
المكون: القراءة
الموضوع: فلنرحم العامل المسكين
الكتاب المدرسي: مرشدي في اللغة العربية
نص الانطلاق:
فلنرحم العامل المسكين أي بني! وصلتني رسالتك التي تقص عليَّ فيها ذلك الحادث المؤلم الذي حدث في الورشة التي تعمل فيها، ولشد ما تألمت لوفاة ذلك العامل الكهربائي الذي كان يحاول إيقاف المولد الكهربائي فسرت الكهرباء في جسمه، ثم وقع صريعًا على الأرض، ولشد ما آلمني وصفك لهذه الحادثة الأليمة التي حدثت أثناء انهماككم في العمل … ورجائي ألا يمر عليكم مثل هذا الحادث من غير أن تخرجوا منه بدرس نافع، وعبرة مفيدة لكم ولمن حولكم من الناس. لقد سرني ما فعلتموه إزاء أسرة الفقيد التي كانت يعولها، وما قدمتموه من مال وخدمات، وسرتني محاولاتكم العديدة في أن تلاشوا كل ما يمكن أن يؤدي إلى أن تتكرر مثل هذه الحادثة … ولكن هناك درسًا آخر قويًّا يجب ألا يفوتكم حين تنظرون إلى هذا الحادث، وهناك عبرة يجب أن يعيها الجميع. أي بني! هذا العامل هو أحد العمال الملايين الذين يعملون في تلك الأجهزة والآلات، ووفاته — بصرف النظر عن المسئول في هذه الحادثة — تدل على تلك المصائب والكوارث والمتاعب التي يلاقيها العمال وأسرهم من جراء القيام بأعمالهم القاسية المتعبة المملة المتكررة، ولست أريد في مثل هذا الموقف أن أعيد تلك الكلمات والجمل التي قيلت في مثل هذه الأحداث. أريد أن أخاطب الفئة التي يعمل من أجلها العمال، والتي تفوز في النهاية بهذه الأجهزة التي دفع ثمنها من راحة العامل وأعصابه وحياته! أريد أن أخاطب كل من يركب سيارة وكل من يستخدم تليفونًا، أريد أن أقول له إن عليه أن يعلم تمام العلم ويحس كل الإحساس بأن سيارته هذه قد تعذَّب أثناء صناعتها عمال كثيرون، وأن تليفونه هذا قد هلك وقت عمله صناع عديدون، حتى أخرج له بهذه الصورة التي يراها. إلى ولدي، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة 3، 1969، صص: 123-127 (بتصرف). |
أولا: تأطير النص وملاحظته
1. تأطير النص:
أ. صاحب النص:
أحمد أمين، كاتب مصري من مواليد سنة 1886م، تخرج في مدرسة القضاء الشرعي، عين مدرسا بها، ثم قاضيا، ثم عميدا لكلية الآداب سنة 1939م، وعضو في مجمع اللغة العربية بالقاهرة. توفي سنة 1954م، مخلفا ثروة أدبية وعلمية في أكثر من عشرين كتابا.
ب. نوع النص ومصدره:
النص عبارة عن رسالة إنسانية توجيهية، مقتطف من: إلى ولدي، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة 3، 1969، صص: 123/127 (بتصرف).
ج. مجال النص:
يندرج النص ضمن المجال الاجتماعي والاقتصادي.
2. ملاحظة النص:
أ. قراءة في العنوان:
+تركيبيا: جاء العنوان جملة فعلية تتكون من: (الفاء: فاء الابتداء)، (اللام: لام الأمر)، (نرحم: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن)، (العامل: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الزاهرة على آخره)، (المسكين: نعت تابع لمنعوته في النصب).
+دلاليا: يوحي العنوان دلاليا إلى الدعوة إلى الرحمة والرأفة بالعمال.
ب. قراءة في الصورة:
صورة فوتوغرافية تشير إلى مجموعة من الشباب يشتغلون في ورشة.
ج. فرضية القراءة:
انطلاقا من دراسة عتبات النص نفترض أنه قد يتحدث عن مجموع النصائح التي وجهها الأب لابنه بخصوص تقدير معاناة العمال في ورشات عملهم.
ثانيا: فهم النص
1. الإيضاح اللغوي:
2. الفكرة العامة:
رسالة الأب لابنه، يخبره فيها بالحادث، وما يلاقيه العمال من معاناة وصعاب أثناء قيامهم بعملهم.
3. الأحداث الجزئية:
- علم الكاتب بالحادث ووصفه له، وحزنه الشديد للطريقة التي توفي بها العامل.
- إشادة الكاتب بالموقف الذي اتخذه العمال لمؤازرة أسرة الفقيد.
- ذكر الكاتب لبعض لبعض معاناة العمال في المصانع.
- توجيه الكاتب خطابا للمستهلكين ودعوتهم لتقدير واحترام العمال.
ثالثا: تحليل النص
1. الحقول الدلالية:
المعجم الدال على معاناة العمال |
|
الحادث المؤلم، تألمت، وفاة ذلك العامل، صريعا، ألمني، الحادثة الأليمة، أسرة الفقيد، المصائب، الكوارث، المتاعب، أعمال قاسية، المتعبة، المملة المتكررة، أعصابه، تعذب، هلك... |
التعليق على الجدول: نلاحظ هيمنة المعجم الدال على معاناة العمال، هذه الهيمنة تدل على مدى المعاناة التي يعيشها العمال داخل ورشاتهم.
3. أساليب النص:
النداء: أي بني
التكرار: العامل، الحادث، تكرار أسلوب النداء أي بني ...
التعريف: هذا العامل هو...
الأمر : فلنرحم العامل
التعجب: من راحة العامل وأعصابه وحياته...
2. عناصر الرسالة:
المرسل: الأب، الكاتب، أحمد أمين.
المرسل إِلَيْهِ : الإبن.
مضمون الرسالة: الدعوة إِلَى رحمة العمال وتقدير مجهوداتهم.
4. قيم النص:
قيم اجتماعية تتمثل في التآزر والتضامن والتكافل والحق في حياة كريمة.
رابعا: تركيب
تأسيسا على ما سبق، يتضح لنا أن النص يندرج ضمن المجال الاجتماعي والاقتصادي، حاول فيه الكاتب تسليط الضوء على المعاناة التي يعيشها العمال في ورشات أعمالهم، مع دعوته إلى الرحمة والرأفة بهم وتقدير مجهوداتهم.