نص الطريق (الثانية إعدادي)
المجال: الاجتماعي والاقتصادي
المكون: القراءة
الموضوع: الطريق
الكتاب المدرسي: مرشدي في اللغة العربية
نص الانطلاق:
- «إذا لم يكن لنا عمل اليوم، فليس هذا معناه أنه لن يكون لنا عمل. - لكن أيامنا تضيع في الانتظار.. - إننا نستفيد من ذلك.. إننا نذخر مجهوداتنا لنواجه أي عمل.. - ولكن، أين هو؟ - إن عضلاتنا لم تخلق عبثا، إنها ستجد لها عملا، كن متفائلا». حوار مثل هذا كثيرا ما تردد على ألسنة هؤلاء العمال، غير أنه كان يشتد ويتشعب في المساء، وهم ينتظرون صديقهم ليحمل لهم أنباء عن العمل. عاد صديقهم هذه المرة، والبشر يعلو محياه، مما دفعهم إلى أن يشرئبوا بأعناقهم إلى ما سيقوله... وابتسم الصديق وهو يزف إليهم الخبر:«لقد وجدت لكم عملا»، فالتفت أحدهم إلى آخر يقول له:« لقد كنت متيقنا من أننا سنعمل...»، فأسكته رفيقه وهو يقول:«لنهتم الآن بالعمل...»، واتجه نحو الصديق يسأله:« هل سنعمل كلنا أم سيعمل بعضنا فقط؟»، فأجابه الصديق:«كلكم، بل سنحتاج إلى آخرين إذا ما تهاونتم بعض الشيء...». وخيم عليهم صمت طويل مما جعل صديقهم يقول:«إنكم لم تسألوني عن نوع العمل...»، فقال أحدهم:«أي عمل، مهما كان نوعه...»، فقال الصديق:«ولكن الأمر يتطلب شيئا من التروي... هيا اقتربوا جميعا.. إن عملنا سيكون شاقا، وسنحتاج إلى تظافر الجهود، أكثر من أي وقت آخر». إنه يحتاج إلى حزم.. وإلى صبر... إنه ليس من قبيل الأعمال التي كنتم تقومون بها... إنه من نوع جديد، لم يسبق لكم أن زاولتموه...»، فاعترضه أحدهم بقوله:«اختصر قليلا، وهات ما عندك..»، فقال الصديق وهو يحدق في عينيه:«إنه فتح طريق جديدة تمتد نحو المدينة».. تبادل العمال النظرات فيما بينهم، ثم التفتوا نحو أحدهم وهو يقول:«من أين تبتدئ الطريق؟»، فقال الصديق:«من قريتنا..» ثم أردف:«ولقد اقترحوا أن يتم ذلك في زمن محدد... ومن الممكن أن نشرع في العمل من الغد إذا شئتم...». وسعل هشام قبل أن يقول:«في رأيي يلزم ألا نتسرع، فنحن إذا أقمناك مقاولا، فليس هذا يعني أن تفرض علينا آراءك... لقد استمعنا إليك، لكن يلزم أن نبحث الإمكانات ونوع العمل... »، فأجاب الصديق:«لست أرى العكس، هيا تفضل...»، فقال هشام:«لنبدأ، أولا بنوع العمل... هذه الطريق ستكون من القرية إلى المدينة... أتفهم ما أعني؟»، فقال الصديق:«نعم... أتقصد التل؟» فقال هشام:«الجبل نعم.. ولكن يظهر أنك لم تدخله في نطاق تفكيرك، قبل أن تقول لنا:«لنشرع في العمل من الغد..»»، فقال الصديق:«بلى، ولكن لا بأس من أن نأخذ رأي الجميع...». وتفرس الصديق في وجوه الجماعة، فبدت له العيون تتقد حماسا، وأنها مستعدة للعمل. قال أحدهم:«سنعمل ... نحن ندرك أن هناك تلا سيكلفنا مشقة أكثر... ولكن لا بد من العمل، إنه إذا ما طلب منا أن نفرغ البحر لقمنا بذلك...»، وقال آخر:«والمستنقعات، هل تدخل في نطاق عملنا؟ هل ستشملها الطريق؟»، فأجاب الصديق:«نعم... إنه عمل شاق، كما قلت لكم...»، فالتفت أحدهم نحو الجماعة وهو يقول:«إنك تعرفنا من مدة طويلة، وتعرف مقدار نشاطنا... فإذا كنت متيقنا من قدرتنا على تنفيذ المشروع، أقدم ولا تخف، أما إذا كان فوق طاقتنا فلننتظر عملا آخر...». وفي الصباح، لم يطل التفكير بالجماعة عندما وقفوا فوق الجبل يتخيلون الطريق الممتدة نحو المدينة، ولعل ذلك يرجع إلى عملهم جنبا إلى جنب من زمن طويل، فقد علموا، بحكم تجربتهم، أنه بتضامنهم يستطيعون القيام بالمعجزات، مما يجعل في نظرهم أن طريقا مثل هذه تتم بسهولة... قال أحدهم:«في رأيي، إنه يجب الابتداء بهذه المستنقعات والأشواك، نخصص لها بضعة أيام، حتى يتسنى لنا الاهتمام بالتل، ومن ثم لم لن يبقى لنا إلا تعبيد الطريق نحو المدينة...». عاد الصديق من المدينة يحمل أوراقا بين يديه، فعلموا أنه تم كل شيء، ولم يبق لهم إلا الشروع في العمل غير أن هشاما أسرع يلقي هذا السؤال:«بأي شيء يجب أن نبدأ..؟ أبهذه المستنقعات أم بالجبل...؟»، فقال الصديق:«في رأيي يجب الابتداء بالمستنقعات وهذه الأشواك لكي نبعدها عن طريقنا..»، فقال هشام:«أرى أن نشق الجبل أولا، ما دمنا نتوفر على طاقات للعمل...» فرد آخر:«يلزم الشروع في أي مكان كان، لأن كل شيء يعد من الطريق...». عملت الفؤوس في اقتلاع الأحجار، والمعاول في اجتثات الأشواك، والعربات الصغيرة في نقل التراب إلى المستنقعات، لقد كان كل واحد منهم كأنه بركان. محمد إبراهيم بوعلو. الفارس والحصان- مجموعة أقاصيص، دار النشر المغربية- ص ص: 135-140 (بتصرف) |
أولا: تأطير النص وملاحظته
1. تأطير النص:
أ. صاحب النص:
محمد إبراهيم بوعلو، من مواليد سنة 1938م بمدينة سلا، وهو من القصاصين المغاربة المغاربة المغاربة المرموقين، تناول في قصصه القضايا الاجتنماعية المغربية. من مؤلفاته: (السقف، الفارس والحصان).
ب. نوع النص ومصدره:
نص سردي مقتطف من مجموعة أقاصيص الفارس والحصان، دار النشر المغربية، صص: 135-140 (بتصرف).
ج. مجال النص:
يندرج النص ضمن المجال الاجتماعي والاقتصادي.
2. ملاحظة النص:
أ. قراءة في العنوان:
+تركيبيا: يتكون العنوان من كلمة واحدة معرفة بـ"أل" جاءت خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هذه.
+دلاليا: دلاليا يشير العنوان إلى مسلك العبور الذي يربط بين مكانين.
ب. قراءة في الصورة:
عبارة عن صورة فوتوغرافية لعمال يشتغلون في مدخل قرية لإنجاز الطريق.
ج. بداية النص ونهايته:
+بداية النص: تشير بداية النص إلى حوار شبان يبحثون عن عمل.
+نهاية النص: تشير نهاية النص إلى إلى الخوض في العمل باندفاعية بواسطة بعض المعدات الأولية.
د. فرضية القراءة:
من خلال مشيرات النص السابقة (دلالة العنوان وبداية النص ونهايته) نفترض أنه يتحدق عن حدث إنشاء طريق يربط القرية بالمدينة.
ثانيا: فهم النص
1. الإيضاح اللغوي:
نذَّخر: نوفر، اذَّخر الشيء: وفره، خبأه لوقت الحاجة.
يتشعب: يتشعب وينتشر.
يزفُّ: يحمل خبرا سارا.
سعَل: سعالاً وسعلة: أخرج الهواء من صدره بقوة.
تتَّقد: اتّقد اتّقاداً: توهج واشتعل.
2. الحدث الرئيسي:
يتحدث السارد عن الطريق التي سيعمل مجموعة من الشباب العاطلين على تشييدها وسط القرية.
3. الأحداث الجزئية:
- استياء العمال من عطالتهم قبل أن يزف لهم صديقهم خبر العمل على فتح الطريق.
- تردد العمال في قبولهم للعمل بسبب إدراكهم للصعوبات التي ستواجههم.
- موافقة العمال على العمل وتشجيعهم لبعضهم البعض.
- وصف السارد العمال بالبراكين نظرا لحماسهم وطاقتهم العالية.
ثالثا: تحليل النص
1. الحقول الدلالية:
معجم موقف العمال من المشروع | معجم العمل في الطريق |
الأمر يتطلب شيئا من التروي، سيكون شاقا، سنحتاج إلى تضافر الجهود، يحتاج إلى حزم وصبر، بدت العيون تتقد حماسا، بتضامنهم يستطيعون القيام بالمعجزات… | عملت الفؤوس في اقتلاع الأحجار، المعاول في اجتثات الأشواك، العربات الصغيرة، نقل التراب في المستنقعات… |
التعليق على الجدول: يتضح من خلال الجدول أن العمل ولو كان شاقا يحتاج فقط إلى الإرادة القوية وروح العمل الجماعي.
2. الخطاطة السردية:
وضعية البداية |
وضعية الوسط |
وضعية النهاية |
تفاؤل العمال بإيجاد عمل عن قريب، وانتظار عودة
المقاول لعله يحمل أنباءً مبشرة. |
ـ إخبار الصديق أصدقاءه بالعمل الجديد المتمثل بفتح
طريق يربط قريتهم بالمدينة. ـ حديث العمال عن مشروع شق طريق نحو المدينة من حيث
الإعداد والإمكانات والصعوبات. ـ قبول العمال للعمل بفضل إرادتهم الجماعية. |
الشروع في شق الطريق والعمال كلهم حماس. |
3. عناصر السرد:
الشخصيات |
الزمان |
المكان |
العمال الصديق هشام |
وقت انتظار عودة الصديق من المدينة. زمن الشروع في العمل. |
القرية، المدينة، الطريق. |
4. أساليب النص:
الحوار: وظف الكاتب الحوار في بداية قصته، وقد دار بين العمال.
الشرط: إذا لم يكن لنا عمل اليوم، فليس هذا معناه أنه لن يكون لنا عمل…
الأمر: لنشرع في العمل من الغد …
الاستفهام: هل سنعمل كلنا أم سيعمل بعضنا فقط؟
5. قيم النص:
رابعا: تركيب
من خلال ما سبق يتضح لنا أن النص سردي، مقتطف من مجموعة أقاصيص "الفارس والحصان" لمحمد إبراهيم بوعلو. يسرد من خلالها الكاتب قصة محنة شباب قرية نائية في إيجاد فرصة عمل لبطالة، و بعد طول انتظار ،جاءهم صديقهم من المدينة و زف إليهم بشرى العمل الذي يتجلى في فك العزلة عن المنطقة وربطها بالمدينة الذين كانوا متحمسين لهذا العمل فلم يدخروا جهدا في الشروع مباشرة في العمل.