 |
| الأمومة -ديغو ريفيرا- 1916 |
نص رسالة إلى أمي (الثانية إعدادي)
المجال: الاجتماعي والاقتصادي
المكون: القراءة
الموضوع: رسالة إلى أمي
الكتاب المدرسي: مرشدي في اللغة العربية
نص الانطلاق:
|
صباح الخير.. يا حلوه.. صباح الخير.. يا قديستي الحلوه... مضى عامان يا أمي على الولد الذي أبحر برحلته الخرافيه.. وخبأ في حقائبه.. صباح بلاده الأخضر وأنجمها، وأنهرها، وكل شقيقها الأحمر.. وخبأ في ملابسه طرابيناً من النعناع والسَّعتر.. أنا وحدي.. ومني مقعدي يضجر وأحزاني عصافيرٌ تفتش بَعْدُ عن بيدر عرفت نساء أوروبا.. عرفتُ عواطف الإسمنت والخشبِ عرفت حضارة التعب وطُفت الهند، طفت السِّند طُفت العالم الأصفر.. ولم أعثر على امرأةٍ تمشط شعري الأشقر وتحمل في حقيبتها إليَّ عرائس السكَّر وتكسوني إذا أعرى وتنشِلُني إذا أعثُر فكيف.. فكيف.. يا أمي غدوت أباً ولم أكبُر؟ خمس رسائل إلى أمي -الأعمال الشعرية الكاملة- منشورات نزار قباني، طبعة بيروت. ص ص: 529-530 |
أولا: تأطير النص وملاحظته
1. تأطير النص:
أ. صاحب النص:
نزار قباني، شاعر سوري، ولد بدمشق سنة 1923م، اهتم بكتابة الشعر حتى صار من كبار الشعراء العرب في العصر الحديث، من دواوينه الشعرية: أحلى قصائدي، الرسم بالكلمات، قصائد متوحشة، توفي سنة 1998م.
ب. نوع النص ومصدره:
النص عبارة عن قصيدة شعرية تنتمي إلى الشعر الحر، مقتطف من كتاب "خمس رسائل إلى أمي" الأعمال الشعرية الكاملة، منشورات نزار قباني، طبعة بيروت، ص: 529 – 530.
ج. مجال النص:
يندرج النص ضمن المجال الاجتماعي والاقتصادي.
2. ملاحظة النص:
أ. قراءة في العنوان:
+تركيبيا: جاء العنوان جملة فعلية تتكون من: (رسالة: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره)، (إلى: حرف جر)، (أمي: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره وهو مضاف والياء مضاف إليه، وشبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع خبر.
+دلاليا: يوحي العنوان إلى أن النص هو رسالة أرسلها الشاعر لوالدته.
ب. قراءة في الصورة:
تمثل الصورة لوحة تشكيلية تنتمي للرسم التكعيبي وتجسد مشهدا لأم تحم طفلا صغيرا.
ج. شكل النص:
تنتظنم القصيدة على نظام السطر الشعري.
د. فرضية القراءة:
انطلاقا من تحليلنا لعتاب النص نفترض أنه قصيدة شعرية، كتبها الشاعر لوالدته ليعبر من خلالها عن مشاعره تجاهها.
ثانيا: فهم النص
1. الإيضاح اللغوي:
قديستي: محبوبتي
شقيقها الأحمر: شقائق النعمان
طرابينا: حزمة صغيرة
يضجر: يمل ويقلق
بيدر: المكان الذي يدرس فيه الزرع
تنشلني: تأخدني
2. الفكرة العامة:
اشتياق الشاعر لأمه ووطنه، و إحساسه بالغربة في بلد المهجر، وتأسفه على ما مضى في غفلة منه.
3. الأفكار الجزئية:
- تحية الشاعر لأمه.
- تغني الشاعر بالذكريات التي عاشها رفقة أمه قبل أن يهاجر.
- افتقاد الشاعر لوالدته وإحساسه بتحمل المسؤولية وهو مازال في داخله طفلا صغيرا.
ثالثا: تحليل النص
1. الحقول الدلالية
|
الحقل الدال على العواطف |
الحقل الدال على الطبيعة |
|
يا أمي، أنا
وحدي، قديستي، أحزاني، التعب، عواطف،
تمشط شعري، غدوت أبا |
النعناع، السعتر،
السكر، الإسمنت، بلاده الأخضر، شقيقها الأحمر، بيدر، عصافير، الأنجم، الأنهر |
العلاقة بين الحقلين: هناك علاقة تكاملية بين هذين الحقلين الدلاليين، فقد عمد الشاعر إلى توظيف ألفاظ مستوحاة من الطبيعة ليعبر عن عواطفه ومشاعره.
2. أساليب النص:
أسلوب النداء: يا حلوة، يا قديستي، يا أمي
أسلوب التكرار: صباح الخير، فكيف
أسلوب الاستفهام: فكيف يا أمي... غدوت أبا ولم أكبر؟
الجناس: أعثر، وقد استعملها الشاعر بمعنيين: معنى الإيجاد ومعنى السقوط
3. الصورة الشعرية:
التشبيه: عرفت عواطف الإسمنت والخشب (شبه الشاعر عواطف الناس في المهجر بالإسمنت والخشب في الجمود والبرودة).
4. مقصدية النص:
يسعى الشاعر إلى إبراز المعاناة التي يعيشها المهاجر خارج بلده، وما يحس به من شوق وحنين لوالدته ووطنه.
رابعا: تركيب (تحويل هذا النص الشعري إلى نص نثري)
صباح الخير يا أمي الحبيبة...
مضى عامان على سفري في تلك الرحلة الطويلة التي أبعدتني عنك وعن وطني الحبيب الرائع الجمال بطبيعته الخلابة. ولا يسعني يا حلوتي في وحدتي القاتلة و إحساسي بالغربة في بلاد المهجر إلا أن أتذكر أنجم سوريا البراقة وأن أستحضر عطفك وحنانك لعلني أستطيع إطفاء نار أشواقي...