تحضير نص البيئة والصحة (الأولى إعدادي)

الْبَيْئَةُ وَالصِّحَّةُ

يُؤدِّي عَدَمُ إِزالَةِ الْمُرَكَّبَاتِ السَّامَةِ مِنَ البيئة إلى مَخاطِرَ عَلى صِحْةِ الإِنْسَانِ وَعَلَى الْبِيَئَةِ، وَلَيْسَ فِي الإِمْكَانِ اسْتِنْصَالُ هَذِهِ الْمَخاطِرِ كُلِّيَّةً، وَلَكِنْ التعرف عَلَيْها وَقِيَاسَها يُمَكِّنَانِ مِنْ خَفْضها ومكافحتها. وتقييمُ التَّعَرُّفَ هَذِهِ المخاطر هُوَ الاستجابة المنطقية لِحَقيقَةِ أَنْ مُبيدات الآفات الكيميائية ستواصل تلويتها للبيئة، وبالتالي لِمَنْ يَقْطُنُ فيها.

وَيَتَطَلب التقييمُ الْعادِلُ لأَرْباحَ وَخَسائر استخدام مُبيدات الآفاتِ دِرَاسَةَ وَقِياسَ مَخاطِرها بِطُرُقِ أَفْضَلَ إِنْ مَا يُخَصَّصُ مِنْ مَواردَ لِمَشاكِل مُبيداتِ الْآفَاتِ صَغِيرٌ بِالنِّسْبَةِ لِلْمَلايين الْعَديدَةِ مِنَ الدُّولاراتِ الَّتِي تَتَضَمِّنُها سوقُ مُبيدات الآفاتِ، وَلِبرامج مُكَافَحَةِ الأَمْراض الأُخْرَى.

إِنَّ الْمَعْلُومَاتِ عَنِ التَّأْثِيراتِ الصِّحِيَّةِ أَسَاسِيَّةٌ لِجُهودِ خَفْض الْمَخاطِرِ. وَنَظَراً لأَنَّ جَمِيعَ حَالاتِ التَسَمُّمِ الْحاد - تَقْرِيباً - يُمْكِنُ أَنْ تُعْزَى إِلَى الْجَهْلِ بِسُمِّيَّةِ الْمُبيداتِ، وَبالطُّرُقِ السَّلِيمَةِ لاستخدامها ، قَدْ يُشكل التقيفُ خَط الدفاع الأَوّلَ ضِدَّ أخطار مُبيدات الآفاتِ . ويَجِبُ أَنْ تَمْتَدَّ بَرامِجُ التَّنْقِيفِ إِلَى عَامَّةِ الشَّعْبِ وَالْمُوَظَّفين الحكوميين وَالْمِهَنِيِّين الصَّحْيِينَ وَالْعُمَّالِ الْمُزارعينَ. وَمِنَ الْمَطالِب العاجِلَةِ، تنقيفُ الْعامِلِينَ في مَجالِ الرِّعَايَةِ الصّحيةِ في مَا يَتَعَلَّقُ بِالتَّعَرُّف إلى حالاتِ التَّسَمُّمِ بِمُبيدات الآفاتِ وَمُعالَجَتِها.

وَلَقَدْ نَجَحَ التَّدْريبُ وَالرَّصْدُ الإِحْيائِيُّ في الإِقْلالِ مِنَ الأَخطارِ الَّتي يُواجهها الْعُمَّالُ الزّراعيونَ، وَيُمْكِنُ أَنْ يَشْمَلَ التَّدْرِيبُ تِقْنِياتِ الاِسْتِخْدام، وَالْمَلائِسَ الْواقِيَةَ، وَمُدَّةَ الْعَمَلِ ، وَالْأَحْوَالَ الْجَوْيَّةَ، وَالْمُحافَظَةَ عَلَى الصِّحَّةِ.

وَالْأَهَمُّ مِنَ التَّثْقِيفِ هُوَ وَضْعُ اسْتَراتِيجِيَّةٍ لِخَفْضِ الْمَخاطِرِ، بالإقلال مِنْ اسْتِخْدامِ مُبيدات الآفاتِ. وَقَدْ ثَبَتَتْ فَاعِلِيَّةُ تَطْبِيقِ الْمُكافَحَةِ الْمُتَكَامِلَةِ لِلآفاتِ، وهو أُسْلُوبٌ لِمُكَافَحَةِ الآفاتِ الزَّرَاعِيَّةِ يَعْتَمِدُ عَلَى الطُّرُقِ الطَّبيعيّةِ أَكْثَرَ مِنْهُ عَلى مُبيدات الآفاتِ الْكِيميائية.

مجلة موارد العالم، منشورات الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي 1988 - 1989، صص : 38/37