تحضير نص لحظة غضب (الثالثة إعدادي)

نص لحظة غضب (الثالثة إعدادي)

المجال: الاجتماعي والاقتصادي
المكون: القراءة
العنوان: لحظة غضب
الكتاب المدرسي: مرشدي في اللغة العربية

نص الانطلاق:

 احتمى الاطفال بأمهم، ووقفت هي كالمتهمة، فكور قميصه ورماه على وجهها، امتقعت وارتعدت وقالت في مثل صراخـه:

– لا تصب علي نتاج فشلك، ولا تزد ذلك على سوء المأكل والملبس، هل تظن سكوتي خوفا من ضياع نعمتك؟ أنا لا أصبر إلا من أجـل الأولاد.

– الأولاد؟، لا تحسبي أنهم يحمونك. حذار أن تحسبي ذلك. هددها تأديبا على الجسارة بعدما أصابه تشهيرهـا بمعيشته بجرح في كرامته أشعره بالخزي … وزودهـا هي بالتمرد والجرأة فردت على تهديده بسبة زادت الطين بلة:

– وماذا بوسعك أن تفعل؟ تلقي بأولادك في الشارع؟ إنها من شيمتكم أبا عن جـد.

تصاعد غضبه بسرعة فائقة، وقال وهو يلبس جلبابه في صحن الدار:

– املئي صدورهم ضدي، أنا أعرفك.

وتوجه نحو الباب مضطربا، ثم توقف واستدار ، وقال لها:

– ستصلك أخباري.

ومضى فهبت في أثره، وقالت وقد أصبح في نهاية الدرب:

– أبذل قصارى الجهد ولا تقصر، إياك أن تقصر.

سار مهرولا وصدره يعتمل بالغضب، ووصل إلى مكتب العدول وهو لا يدري كيف وصل، وكأنه يتصرف في حالة غيبوبة. المكتب دكان صغير كان من الصفيح أصلا، وبنته الحكومة مع الحي في نطاق التصميم الخماسي. تحتله تماما طاولتان عتيقتان ومصطبة عليها حصير، ووراء الطاولتين يجلس عدلان، ودعاه أحدهما للجلوس، وألح في ذلك كأنه خاف أن يغير رأيه، وبادره قبل أن يستقر:

– تريد أن تطلق يا ولدي؟

فهز رأسه إيجابا، وتأهب العدل للكتابة وقال:

– تلزمنا الأسماء وتاريخ  ومكان عقد القران، السعر غير محدد. لسنا موظفين مثلكم، وهو متروك لأريحية الزبناء.

فكر الشاب النحيل في قوله، ولمعت في ذهنه صورة حفار القبور وتعجب أن يكون في مصائب الناس القوت اليومي لبعض الناس. استحوذت عليه الفكرة حتى عاد العدل يقول:

– الأسماء والتاريخ والمكان.

وذكرهـا له، فتلقفها منه، وبدأ يكتب مباشرة ويقرأ ما كتبه كأنه يملي على نفسه. وانتهى، فمد إليه الشاب النحيل ورقة مالية من فئة خمسين درهما وانصرف.

ليلى أبو زيد، عام الفيل، مطبعة المعارف الجديدة – 1983. ص: 116-117.  

أولا: تأطير النص وملاحظته:

1. تأطير النص:

أ. صاحب النص:

ليلى أبوزيد: كاتبة وصحافية مغربية، درست اللغة الإنجليزية بجامعة محمد الخامس بالرباط وحصلت على الإجازة، تابعت دراستها بالولايات المتحدة الأمريكية بجامعة تكساس في مدينة أوستن، واشتغلت بالترجمة والتأليف …، بدأت حياتها المهنية كصحافية في التلفزيون، وعملت في عدة دواوين وزارية، كتبت الرواية والقصة والسيرة النبوية والسيرة الذاتية وأدب الرحلة، وترجمت ترجمت أعمالها إلى عدة لغات، من أعمالها: عام الفيل (رواية)، الفصل الأخير (رواية)، الغريب (قصص)، المدير (قصص)، رجوع إلى الطفولة (سيرة ذاتية).

ب: نوع النص ومصدره:

نص سردي، اقتطف من "عام الفيل"، مطبعة المعارف الجديدة، 1983، ص ص 116-117.

ج: مجال النص:

ينتمي النص إلى المجال الاجتماعي والاقتصادي.

2. ملاحظة النص:

أ. قراءة في العنوان:

+تركيبيا: جاء العنوان مركبا إضافيا، (لحظة: مضاف)، (غضب: مضاف إليه مجرور)

+دلاليا: يدل العنوان على لحظة غضب مؤقتة عابرة غير مستمرة، وهي اللحظة التي يفقد فيها الإنسان السيطرة على أعصابه.

ب. قراءة في الصورة:

صورة تشكيلية للفنان ماتيس، بعنوان حوار. تعكس صورة لزوجين أحدهما واقف والآخر جالس في إشارة واضحة إلى غياب الانسجام والتفاهم بينهما، أو ربما إلى توتر العلاقة وغياب الحوار بينهما. بالإضافة إلى تلك النافذة المطلة على منظر طبيعي خلاب مؤشر على أن السكينة والطمأنينة والراحة النفسية متواجدة خارج المنزل، وكأن الفنان بهذه اللوحة يعرض المشكل ومعه حله في اللوحة نفسها. حيث أننا نرى كذلك في الجزء السفلي من النافذة شباكا حديديا مصبوغا بلون أسود، هو ذاته لون فستان الزوجة، وفي ذلك إشارة إلى دلالتين: مكانة المرأة ودورها في الحفاظ على البيت تماما كما يحافظ الشباك على أمن المنزل،  تقييد المرأة في البيت وحصر عملها في الخدمة البيتية دون سواها.

ج. فرضية القراءة:

من خلال مشيرات النص (دلالة العنوان والصورة) نفترض أن موضوع النص سيتمحور حول الغضب وأضراره.

ثانيا: فهم النص

1. الشرح اللغوي:

  • لحظة: مدة زمنية محددة.
  • احتمى: قلق وتوتر.
  • امتقعت: تغير لونها.
  • الجسارة: التطاول.
  • زاد الطين بلة: زاد الأمر سوءا وتعقيدا.
  • صحن الدار: وسطها.
  • مصطبة: مكان قليل الارتفاع.
  • تأهب: استعد.

2. الحدث العام:

توتر العلاقة بين الزوجين في لحظة غضب، أذى إلى طلاقهما.

3. الأحداث الجزئية:

  • احتماء الأطفال بأمهم خوفا من أبيهم الغاضب.
  • المشاداة الكلامية وتبادل التهم بين الزوجين زاد الطين بلة.
  • خروج البيت من بيته غاضبا متجها نحو مكتب العدول.
  • إتمام إجراءات الطلاق بين الزوجين بسرعة فائقة وعدم محاولة العدلين الصلح بينهما واستغلالهم الفرصة لكسب المال.

ثالثا: تحليل النص:

1. الألفاظ والعبارات الدالة على الحالة النفسية للزوجين:

كور القميص ورماه على وجهها، امتقعدت وارتعدت، وقفت كالمتهمة، شعرت بالخزي، ردت على تهديده، هددها تأديبا – أصابه تشهيرها بمعيشته بجرح في كرامته – تصاعد غضبه – مضطربا – صدره يعتمل بالغضب …

2. الخطاطة السردية:

البداية

احتماء الأطفال بأمهم خوفا من الأب

عمليات

التحول

الحدث المحرك

فشل الزوج

تشهير الزوجة به بسبب عجزه عن تحسين ظروف المأكل والملبس

إحساس الزوجة بالإهانة والخزي

العقدة

غضب الزوج وتوتر العلاقة بينه وبين زوجته

الحل

ذهاب الزوج إلى مكتب العدول

الوسط

تحرير وثيقة الطلاق

3. دراسة الشخصيات:

الشخصيات

صفاتها

الزوج

غاضب

فاشل في نظر زوجته

الزوجة

خائفة، مرتعدة

غير متفهمة في نظر زوجها

الأطفال

خائفون

العدلان

انتهازيان

3. البنية الزمكانية:

الزمان

المكان

أصبح ، لحظة غضب مكتب العدول، البيت، الحي

4. مقصدية النص:

يهدف النص إلى التحسيس بخطورة الطلاق نظرا لنتائجه الوخيمة على الأسرة.

رابعا: التركيب

تأسيسا على ما سبق يتضح أن النص سردي، يندرج ضمن المجال الاجتماعي والاقتصادي، حاولت من خلاله ليلى أبو زيد تصوير معاناة ومآسي بعض الأسر جراء غياب التفاهم والانسجام بين الزوجين، مما يخلف عدة مشاكل اجتماعية ونفسية قد تؤدي إلى الطلاق دون تردد.

Mohamed Ben Chaayab
Mohamed Ben Chaayab
تعليقات